علاقات و مجتمع
تبدأ يومها مع دقات الساعة الرابعة صباحًا، تتوضأ وتصلي الفجر وتبدأ في إعداد وجبة الإفطار لأسرتها، ترتدي ثوبها الفلسطيني التقليدي، ثم تخطو خطواتها خارج منزلها في تمام السابعة مع شروق الشمس، لتعيش الستينية سميرة صيام، حياتها مع عالم الشاحنات حيث تقضي أكثر من 9 ساعات في عملها التي انفردت به فكانت أول سيدة في قطاع غزة، بمنطقة مخيم جباليا، تعمل في مجال قيادة الشاحنات وتدريب أكثر من 5 آلاف شخص عليها من خلال مركز التدريب.
بدايتها كسائقة للشاحنات
«نشأت في بيت كله سائقين كنت وأنا طفلة، دائمًا أركب مع أبوي بالشحن، وأسوقه كنت فرحانة ومبسوطة حتى ضلت في بالي القيادة وحبيتها فلما كبرت فكرت أتعلم»، عبارة بدأت من خلالها السيدة الستينية الفلسطينية سميرة صيام، الحديث لـ«هُن»، عن قصتها مع الشاحنات والتدريب، مضيفةً: «أبوي الله يرحمه أكثر حد شجعني أركب الشاحنة، وأخويا هو اللي شجعني لدورة المدربين، وهو اللي دفع لي الرسوم، بدأت قصتي مع التدريب على الشاحنات عام 1984، أبلغ من العمر 63 عاما، وبعد ذلك حبيت المهنة، والدي كان سائق ويمتلك شاحنات».
سيدة منفردة وسط الرجال
تلقت سميرة تعليمها ما قبل الجامعي ولم تستطع استكمال الدراسة بسبب الاحتلال، لكن شغفها لم ينقطع حتى زادت تطلعاتها في سلك طريق خاص بها منفرد عن المحيطين بها، قائلة: «حصلت على تقدير جيد جدًا، ولم استطع المواصلة لكنني تحديت الاحتلال من خلال سواقة الشاحنات وكنت سيدة وسط الرجال، وبعدها أخذت دورات تدريبية بمساندة والدي وشقيقي، وكانوا بيشجعوني وهم المثل الأعلى وجميع الأصدقاء دعموني معنويا والناس المثقفة في الوطن دعموني أيضا».
معاناة المرأة العربية
بدأت الفلسطينية في الدورات التدريبية واجتازت الاختبارات اللازمة والامتحانات العملية لتعليم قيادة السيارات، والتي انتهت بعد عامين بسبب الظروف الطارئة بسبب فيروس كورونا المستجد، وظروف الانتفاضة: «كنا نخضع لأيام كثيرة لمنع التجول، في عام 1990 بدأت أمارس نشاطي كمدربة سواقة للسيدات، أي ما يقرب من 33 عاما، ودربت أكثر من 5 آلاف شخص من النساء والرجال، نحن مجتمع شرقي يمنع السيدات اجتياز مراحل الرجال لأنهم بيفكروا إن كل شيء عيب، ولكن هذه فكرة خاطئة لأن السيدة حينما تمارس نشاطها ويكون عندها ثقة بذاتها تكون ناجحة في حياتها، والمرأة العربية بشكل عام مبدعة في مهنتها وتكافح وتجاهد».
وعن الصعوبات التي واجهتها قالت: «مهنتي شاقة وواجهت صعوبات من زملائي كانوا بيقولوا مش هتقدر تنجح، هتفشل وتقعد، الشارع الفلسطيني ما بيتقبل الست تدرب شاب أو تركب شاحنة، كنت أسمع كلام صعب وتجريح لكنني كنت واثقة من ذاتي وعندي عزيمة قوية ونجحت الحمد لله، وقت الاحتلال كنا نمارس نشاطنا ولكن مش كل الأيام ساعات العمل قليلة بسبب منع التجول والاضطرابات ومعاملات سيئة من الاحتلال عند الحواجز داخل غزة».