علاقات و مجتمع
ملامح راقية وابتسامة ساحرة وأنوثة تميزت بها الفنانة مديحة يسري، وهو ما جعلها أبرز نجمات السينما المصرية، إذ تعددت أدوارها بين السينما والدراما، وكثر تهافت المخرجين والمنتجين عليها لإسناد الأدوار إليها، وكانت الزوجة والأم الحنون، وهو ما نلقي الضوء عليه تزامنًا مع ذكرى ميلادها 3 ديسمبر من كل عام.
محطات حياة الفنانة مديحة يسري
وُلدت في القاهرة، دخلت التمثيل صدفة إذ اكتشفها المخرج محمد كريم، ومثلت في فيلم ممنوع الحب عام 1942، كان والدها معارضًا بشدة لتمثيلها، ولكن سرعان ما كان أول عرض بالزواج، تقدم لها الملحن محمد أمين، أثناء تصوير الفيلم، إذ كانا يقومان بأدوار بسيطة بداخله، فوافقت على الفور في محاولة للهروب من أبيها، لكن بعد أربعة أعوام طلبت الطلاق، إذ اكتشف أنها لم تكن تشعر بالحب تجاهه، وشاركته بطولة وإنتاج عدد من الأفلام، أبرزها «تحيا الستات».
زواج مديحة يسري
ثاني أزواج الفنانة مديحة يسري كان الطيار والمخرج أحمد سالم، تزوجا عام 1946، وأحبها وأحبته كثيرًا، وقالت إنه حنونًا للغاية ولم يخنها أبدًا، وكانت قد شاركته بطولة فيلم «رجل المستقبل»، إذ قالت عنه في لقاء تليفزيوني سابق: «عشت الحب وتحصنت بشهامته، كان رجل نادر من نوعه حتى رحل».
قصة حب مديحة يسري ومحمد فوزي
بعد رحيل زوجها سالم عرف الحزن طريقه إلى قلب مديحة يسري، وكان الفنان محمد فوزي أكثر الأصدقاء حرصًا على مواساتها، وبداية من عام 1954 قدم الثنائي العديد من الأعمال الفنية، وعاشا في قصة حب، كان أول عمل بينهما فيلم «قبلة في لبنان»، أسفر الزواج عن طفل وحيد لها وهو عمرو وتوفى شابا وطفلة توفيت منذ الولادة، دبت بينهما خلافات أنهت الزيجة، وانفصلا بعد 10 سنوات، وهو ما جعلها تشعر بوحدة كبيرة.
كان آخر أزواج مديحة يسري الشيخ إبراهيم سلامة الراضي، إذ كانت تسأل أسئلة الدينية، وأرادت بها التقرب لله عز وجل، فتزوجا واقتصرت الاحتفالات بعقد القرآن، ولم يجبرها على شيء، لكنها اعتزلت التمثيل رغم العروض الكثيرة، واكتفت بعد ذلك فقط بإنتاج برامج عن المرأة والطفل، وعلمت من إحدى صديقاتها بخبر عودته إلى زوجته الأولى، فطلبت منه الطلاق.
فقدان أبناء مديحة يسري
رويت في لقاء لها مع الإعلامي عمرو الليثي على قناة «الحياة»، إنها مؤمنة وقوية بالله، إذ فقدت ابنتها وفاء بعد شهور من ولادتها، وعملت شركة إنتاج وأسطوانات باسمها، وفقدت ابنها في حادثة عربية، وعبرت أنها أصعب أيام حياتها: «عمر كان كل حاجة في حياتي أأدب رجل في الدنيا حقيقي، أكتر أيام أتوجعت فيها لما توفى، كان بيخبط على الباب وهو مفتوح عشان يدخل، كان لما يجيب حاجة جديدة يقولي أنت جبتيها لي من مصروفي الشهري، مكانش في طمع كان عنده قناعة وأدب».
وعن لحظة وفاته عبرت أنها كانت تشعر بذلك، إذ حلمت أنها توفى في حادثة مثلما حدث في الحقيقة، وكانت تجلس على الكرسي ورددت «وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرًا لكم»: «قولت إنه واقف ليا على باب الجنة والله، روحت عند الدكتور علي المفتي قولت له بشوف حاجات بتحقق قالي دي رسائل من ربنا إنك تشوفي صورة ابنك في حادثة، ربنا بيحبني وقرأت له قرآن»، حتى توفيت بعد صراع طويل مع الأمراض المصاحبة للشيخوخة.