علاقات و مجتمع
يودع أهالي غزة كل لحظةٍ شهيدًا، بين أطفالٍ يستخرجون جثثهم أشلاء بكل صبرٍ وقوة إيمان، وكبار يبكون على فراقهم لكنهم يؤمنون بالشهادة وعلو مكانة الشهيد، وهو ما ظهر في كلمة أحد الأباء الذي ودع أسرته بكلمته الشهيرة: «كلنا شهداء يا زلمة كلنا شهدا»، تلك الحالة من التماسك أثارت الفضول، كيف لهؤلاء الناس أن يصمدوا أمام مصابهم الأليم؟.
كيف يتماسك أهالي غزة خلال إنتشال جثث ابنائهم؟
وخلال حديثها لـ«هُن» قالت الدكتورة صفاء محمود حمود، أستاذ الطب النفسي في جامعة الأزهر، عن سر تماسك الفلسطينين وهم ينتشلون جثث أبنائهم: «هم متربيين على إن القصف مستمر مبيقفش طول عمرهم، ومتربيين على إن الارواح بيد الله وإيمانهم قوي جدا عارفين إنهم شهداء ويموتوا وقت ما يموتوا، عارفين إن اللي مات شهيد في الجنة وفي مكان أحسن عند ربنا ده قضاء وقدر علشان كدة هم متماسكين وإيمانهم قوي جدا ومرونة نفسية عالية جدا عشان كدة بيعرفوا يتأقلموا مع أي ظرف وبيتربوا على ده عشان كدة متماسكين إنما إحنا ضعاف شوية نفسيا عشان كدة بنتعلق بكل حاجة نملكها الحاجة اللي بتروح العوض عند ربنا».
كيف صمد أطفال غزة في ظل القصف؟
وفي السياق ذاته، تحدثت عن صمود الصغار في ظل القصف المتواصل على قطاع غزة قائلة: «عندهم مرونة نفسية عالية جدًا، وبيتقبلوا قضاء الله بسهولة ويسر ولطف، ومعندهمش فكرة إن واحد مات الدنيا كلها تقف علشانه، لكنهم بيعرفوا ويتجاوزوا، هما متعودين على ده لأنهم نشأوا في ظروف غير عادية، ومعظمهم هيعدي الفترة دي بأمان وثقة بسبب التنشئة والإيمان القوي اللي عندهم»، وهو ما يجعلهم يتقبلون أصوات القصف على الرغم من صعوبة الأمر عليهم، وحرمانهم من حياتهم الطبيعية.