صحة
كشفت دراسة طبية حديثة نُشرت في صحيفة ديلي ميل البريطانية عن ارتباط محتمل بين استخدام بعض مضادات الاكتئاب وظهور ما يُعرف بالرعشة النومية أو اهتزازات بداية النوم، وهي حالة تصيب عددا كبيرا من الأشخاص وتتمثل في انقباضات عضلية مفاجئة عند بداية الاستغراق في النوم، وقد ركزت الدراسة على التأثيرات الجانبية العصبية لبعض الأدوية النفسية، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة قد تكون أكثر شيوعًا مما يُعتقد.
وأشارت الدراسة، التي نُشرت نتائجها مؤخرًا وتداولتها عدة جهات طبية، إلى أن هذا النوع من الاضطرابات الحركية الليلية لا يُصنّف دائمًا كحالة مرضية، لكنه قد يكون مؤشرا على خلل في دورة النوم أو نتيجة مباشرة لتفاعل الجسم مع أدوية معينة.
وفي هذا السياق، يوضح الدكتور وحيد مصطفى، استشاري الطب النفسي، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن هذه الظاهرة تستحق اهتماما خاصا، خاصةً في ظل ازدياد معدلات استخدامها مع أدوية الاكتئاب، وتداخلها مع اضطرابات النوم الأخرى، ما يستوجب فهما أدق وتشخيصا أعمق.
ما هي الرعشة النومية؟
ويُعرّف الرعشة النومية بأنها انقباضات عضلية مفاجئة تحدث لا إراديًا عند بداية الدخول في النوم، وتحديدًا في المرحلة الأولى من مراحل النوم غير الحركي، وتكون غالبًا مصحوبة بإحساس بالسقوط أو الانتفاض، وقد تصحبها أحيانًا أحلام قصيرة مزعجة أو شعور بالارتباك.
ويُشير إلى أن هذه الرعشات تصيب نحو 60% إلى 70% من البالغين في مراحل مختلفة من حياتهم، وأنها غالبًا ما تكون غير خطيرة من الناحية الطبية، لكنها قد تؤدي إلى قلق متكرر واضطرابات في إيقاع النوم لدى بعض الحالات.

العلاقة بين مضادات الاكتئاب والرعشة النومية
ويرى أن الاستخدام المستمر لبعض مضادات الاكتئاب، خاصةً الأدوية التي تندرج تحت فئة مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، وقد يؤدي إلى زيادة ظهور هذه الرعشات، إذ أن تلك الأدوية تؤثر مباشرة على الناقلات العصبية في الدماغ، مما ينعكس على مراحل النوم الطبيعية.
ويضيف أن الدواء لا يُسبب الرعشة في حد ذاته، لكنه يُغير من بنية النوم، فيزيد من حساسية الشخص للانتقال بين مراحل النوم، مما يجعل الرعشة تظهر بصورة أوضح وأقوى.
متى تصبح الرعشة النومية علامة على اضطراب؟
وأكد أن الرعشة النومية عادة ما تكون عرضًا عابرًا لا يدعو للقلق، لكنها في بعض الحالات تستدعي التدخل الطبي، خاصةً عندما تتكرر بشكل يومي، أو تتسبب في حرمان المريض من النوم الطبيعي، أو تكون مصحوبة بأعراض أخرى مثل الأرق المزمن أو الكوابيس المتكررة.
وأوضح أن بعض المرضى يعتقدون خطأً أنهم يعانون من صرع ليلي أو اضطراب عصبي خطير، في حين أن التشخيص السليم يؤكد أن ما يحدث مجرد ظاهرة عضلية طبيعية تتطلب فقط التقييم وتعديل بعض العوامل المحفزة.
نصائح لتحسين جودة النوم وتقليل الرعشات
- يُقدم الدكتور وحيد مصطفى عدة توصيات للحد من الرعشة النومية، أبرزها:
- الالتزام بموعد نوم واستيقاظ منتظم.
- تجنب المنبهات مثل الكافيين بعد الساعة السادسة مساءً.
- الابتعاد عن الشاشات الإلكترونية قبل النوم.
- ممارسة تمارين الاسترخاء أو التأمل قبل الخلود للفراش.
- مراجعة الأدوية مع الطبيب المختص في حال ظهور أي أعراض غريبة بعد استخدامها.

دور الطبيب النفسي في التعامل مع هذه الظاهرة
ويشدد على أن استشاري الطب النفسي هو الجهة الأنسب للتعامل مع مثل هذه الحالات، لأنه يمتلك الخلفية الطبية عن الأدوية النفسية وتأثيراتها العصبية، وفي الوقت ذاته يُقيّم الجانب النفسي المرتبط بالقلق أو اضطرابات النوم، ويضيف أن المريض لا يحتاج دائمًا إلى دواء جديد، أحيانًا تعديل الجرعة أو تعديل بعض العادات اليومية يكون كافيًا تمامًا للتخلص من المشكلة.
