علاقات و مجتمع
علاقة وطيدة ربطتها بالببغاء بدأت من عمر الـ5 وحتى الآن، علمها الحب والصبر والامتنان ودروسا أخرى تعلمتها سارة هيثم، البالغة 24 عامًا، من الببغاء، سواء تربيته وتدريبه حتى تدريب أصحابه على التعامل معه برغم شقاوتهم، طير يتميز بذكائه يتفهم عليها ويسرع عندما تناديه، يشبه الطفل الصغير في تعلقه وحبه لصاحبه لكنه يخفي مرضه ولا يريه للآخرين خوفًا من أن يكون ضعفه سببًا لافتراسه من الكائنات الأخرى، لذلك تحرص «سارة» بعد عشرة 19 عامًا تقريبًا لتقديم النصيحة والمساعده بدون مقابل عبر السوشيال أو بسعر رمزي من خلال مشروعها الخاص لتدريب الببغاء ومشاريع أخرى تجهز لها من أجله في الفترة الحالية.
بداية «سارة» في تربية الببغاء
في بداية الألفينات عندما أنجبت والدة سارة هيثم طفلها الثاني خشيت أن تغير ابنتها من شقيقها الصغير، لذلك قررت أن ترسلها لتتعلم التعامل مع الببغاء وتربيه ضمن مجموعة من الأطفال برعاية دكتورة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، قالت «هيثم» لـ«هن»: «أنا متخرجة من إعلام جامعة مصر الدولية، وبدايتي مع الببغاء كانت لما ماما خلفتني وبعدها بـ3 سنين أو 4 خلفت أخويا كانت خايفة أكون بغير منه علشان كانوا بيهتموا بيه وكدا، وكان في دكتورة بتساعد الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة إنهم يخشوا مع مجتمع ويتعاملوا من خلال الطيور والعصافير، فأمي خدت الفكرة منها بدل ما أركز مع أخويا أركز مع العصافير وكدا، وودتني عندها عشان أتعامل مع العصافير وأول حاجة جاتلي كانوا بغبغانات وبدأت أحبهم وأتعامل معاهم».
مرت سنين وهي تتعامل مع الببغاء وتحرص على سلامته برغم صغر عمرها، تتعلم منه وتدربه حتى يفهمها ويستجيب بدوره لها، علاقة حب قوية جعلتها تكتسب خبرة وتفتح مشاريع مختلفة وتقدم فيديوهات توعوية بجانب صوتها العذب، إذ تغني لهم ويتجمعوا حولها يستمعون إلى صوتها حين تردد كلمات «أنا عندي بغبغان غلباوي بنص لسان» للفنانة الجزائرية وردة: «قعدت فترة أقرا كتير عشان أعرف عنهم أكتر، وفي 2017 قررت أجيب البغبغان بتاعي وجبت أول بغبغان كان انثى وبعدها روحت امرن بغبغانات الناس في مكان وسبته وبعدها عملت المشروع بتاعي إني أمرن بغبانات وبعدها مبقتش أمرن البغبان بس بقيت بمرن صحابه ازاي يتعاملوا وازاي يخلوا بالهم وعملت بيزنس تاني خاص بلعب البغبانات بس لسا مبدأتوش»، وتعتبر ألعاب الببغاء والطيور من الوسائل التي تقوي لديه الحصة الجسمانية وكذلك تزود ذكاءه.
غناء وحب ومواقف محرجة
على الرغم من حبهم الكبير لها، إلا أن سارة لم تسلم من مشاكل الببغاء وشقاوته التي تشبه الأطفال، بدايًة من كركبة البيت والتواليت في كل مكان حتى على ملابسها عندما يعلمون بخروجها، تتعرض لعضاته المتتالية أو ان يتلف ملابسها على سبيل المثال، لكن كل تلك المواقف يمحيها حبها الكبير لهم، وفضلهم عليها في تكوين شخصية متزنه تعلمت منهم طول البال والصبر والحب الحقيقي:« المواقف المحرجة كتير لأن الموضوع صعب مش سهل خالص والمحرجة اني ساعات بنزل ممكن يقطعوا حاجه انا لبساها ومره واحده التيشرت يتقطع، ممكن لو عرف اني خارجه يقف على كتفي او ضهري وانا مش شايفه ويعمل تواليت، ممكن يقف على راسي وياكل حاجه وانزل والحاجه دي تفضل جوا شعري دي مواقف مش بتحصل كتير لكن صعبه ومحرجه، لكنهم علموني حاجات وغيروا في شخصيتي كتير، بحس اننا بنتعلم منهم الحب اللي من غير حاجه انا بحبك من غير ما استنى منك مقابل لدا اتعلمت الصبر وطول البال واتحكم في عصبيتي عشان المصايب اللي بيعملوها لأنهم مش مدركين حاجه برغم انهم فاهمين حاجات كتير».
حين تبدأ الغناء يفهمون عليها ويتجمعون حولها في لقطة أشبه بـ«سنو وايت» وتجمع الطيور حولها، لكنهم لا يرددون الكلام ويمتازون بالفهم والذكاء:«هما مش بيرددوا الكلام لكن الفكرة انه اكتر بيفهم زي الاطفال لما يعرف الكلمة يبدأ يتفاعل معاها زي مثلا لما يتقاله ماما ماما بيجي او لما انادي عليه، فاهمين معنى الكلمة، مش بمعنى حرفي بس عارفين الفعل اللي معاها، بيحسوا زي الناس بالظبط من التعامل وطريقتهم زي الطفل لما بيكون مدايق مش شرط يعيط لكن بيبان عليه».