علاقات و مجتمع
الأبنودي الصغير، الشاعر الفصيح، اللسان الطليق، والطفل الموهبة، ألقاب أطلقت على ساجد محمد عبد الفتاح، 14 عامًا، وهو أصغر عضو باتحاد الكُتاب والمثقفين العرب، نما حب الشعر في قلبه منذ الصغر، عندما كانت والدته تستمع إلى أحد المقطوعات الشعرية، وهو بعمر الأربع سنوات، وطالبها بأن تعيد له ما تسمع مرة أخرى، وأخذ يردد الكلمات من تلقاء نفسه، وتطور الأمر بأنه أصبح يقوله غيابيًا، ويريد أن يعرف ما تعنيه الكلمات.. من هنا توهجت الفكرة في عقل والدته، فقررت تدريبه على النطق الصحيح للكلمات وفهم معانيها، حتى أصبح يتغنى بالشعر.
التنشئة منذ الصغر على حب الشعر
تحكي هبة سعيد، والدة ساجد، أنها ساعدت ابنها على حب الشعر، خطوة تلو الأخرى منذ صغره، بخبرتها كخريجة إعلام القاهرة، معبرة لـ«الوطن»: «كنت أنمي حب الشعر في قلب ساجد منذ صغره، كان يسمع المقطوعات الشعرية ليردد بعدها الكلمات نهارًا وليلًا، حتى فاجأني بسرعة بديهته في كيفية إلقاء الكلمات وحفظها، وبدأ والده يسعد به عند سِماع أدائه المتميز وإحساسه المرهف»، وإيمانًا بدور المدرسة في إيقاظ موهبة الطفل، أصبح يلقي شعرًا في كل حفلة تقيمها المدرسة، ويتسلل إلى قلبك عند سماعه.
خطوات شاعر
سنحت الفرصة لـ«ساجد»، للمشاركة في أحد الندوات التثقيفية، كأول طفل يلقي قصيدة أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، للراحل عبد الرحمن الأبنودي «الرجل اللي فتح القنال»، ليشيد به الرئيس، ثم توالت الدعوات عليه للظهور التليفزيوني وإلقاء الشعر، وحظى في كل مرة بإعجاب الحضور، وعند بلوغه الست سنوات، ألقى الشعر بدار الأوبرا، وبخُطى ثابتة وقلب رجل ألقى قصائد لشعراء كبار، وسَرد كلمات الشاعر عبد الله حسن في قصيدة «اللي مقالتوش ليا أمي»، كما ألقى قصيدة «باسمك يا مصر» بأداء متميز في مسابقة مبدعي المستقبل جعل الجميع مبهورين بأدائه.
تدوين الشعر وإلقائه
يحكي «ساجد»: «فكرت في تطوير نفسي، فمع حب إلقاء الشعر بدأت في تأليفه، وفي عمر التسع سنوات، كتبت تدوينات شعرية «في يوم كنا»، و«أنا المصري»، وبالفعل شاركت في مسابقات الهيئة العامة لقصور الثقافة، وحصلت على المركز الثاني على مستوى الجمهورية»، وشارك «ساجد» في مسرحية الليلة المحمدية، ومهرجان «القوى الناعمة»، واحتفاليات مؤسسة مصر تبتكر.
السفير الثقافي الصيني لمصر
وبحلول عام 2021، حصل الشاعر الصغير على وسام التميز عن إدارة الموهوبين بالجيزة، كما شارك باسم مصر في مسابقة السفير الثقافي الصغير للصين، التي تنظمها سفارة الصين بالقاهرة، ويشترك بها متسابقون من جميع أنحاء العالم، واستعد للمسابقة وألقى أبيات شعرية باللغة الصينية، وفاز بالمركز الأول، وأصبح السفير الثقافي الصيني الصغير، وجرى تسجيله ضمن أفضل عشر أطفال على مستوى العالم.
ديوانه في معرض الكتاب
شارك «ساجد» في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ54، بديوان بكرة تروق، الذي بدأ كتابته منذ ثلاثة سنوات، وعن أُمنيته قال إنه يحلم بأن يصبح طبيبًا للنساء، لأنه يرى أن أفضل لحظة في حياة الإنسان هي لحظة بدء حياته، ومع حبه للشعر واللغات بدأ يفكر في الالتحاق بكلية الألسن ليصبح مترجمًا، أو الالتحاق بكلية الإعلام ليصبح مقدم برامج، وعن طموحاته الأدبية يقول إنه يريد أن يصدر مئات الدواين الشعرية له.