علاقات و مجتمع
«الناس ممكن تستحمل يوم في الزحمة ويهزروا آخر الشهر لو المرتب اتأخر ومش معاهم فلوس بس ميتحملوش الكبت والضغط النفسي، وكل قرارات تنظيم الإخوان الإرهابي كانت بتدمر نفسيتنا».. لم تكن هذه الجملة مجرد كلمات عابرة، بل منهج سارت عليه الدكتورة رشا الجندي، إحدى المشاركات بثورة 30 يونيو، للإطاحة بالتنظيم الإرهابي على أمل استرداد البلاد مرة أخرى من هذا الظلام.
كان عملها كطبيب نفسي هو ما يدفعها للمشاركة، فلم تجد رشا الجندي أستاذ الطب النفسي بجامعة بني سويف، قرارات الإخوان طيلة عام إلا وسيلة ضغط على الحالة النفسية للشعب: «حب الحياة هو سيكولوجية وأولويات المصريين، وقراراتهم ووجودهم كان عكس ده، كانت بتضغط على نفسيتنا ومش بنحس معاها بالأمان».
كانوا بيحرموا أبسط وسائل ترفيهنا
الخوف على الفنون الأصيلة، وتشويه الطقوس المصرية الأصلية، ومحاولات تزييف الحضارة بل ووصمها بعبارات متأخرة، كلاهما أمور قذفت الخوف في قلوب المصريين، بحسب حديث «الجندي» لـ «هُن»: «لما يحاربوا السينما والمسارح، والموسيقى، والكافيهات الناس ترفه عن نفسها إزاي، إحنا شعب يحب يفرح ويحب الحياة لما أحرم كل ده وأسيبهم بس في عجلة الشغل إزاي ممكن ننتج إزاي ممكن نعيش وإحنا مكبوتين، كان لازم نفكر في صحتنا النفسية ونقول لأ».
شاركت الـ3 أيام وعيطت من فرحتي
قرار المشاركة في ثورة 30 يونيو رفقة وفد من وزارة الثقافة، كان أفضل قرارات «الجندي» بحسب وصفها، إذ شاركت وهتفت بل ودعمت غيرها من السيدات المشاركات: «كنت بحاول أدعمهم بشكل إيجابي وأقولهم هننجح وهنقدر، كنت بقولهم متسكتوش واستمروا والدنيا هتكون أحسن ومتخافوش».
يوم الخلاص من حكم التنظيم الإرهابي كان الفرحة التي دقت الأبواب، حتى عبرت عنها «رشا» بالبكاء: «عيطت من فرحتي ومصدقتش، أخيرًا ده حصل والبلد هتنور من تاني، لأن عمرها ما كانت هتمشي بالخوف والتطرف، الاعتدال دايمًا أسلم الحلول».
واجهت اللجان الإلكترونية لتشويه صورتي
لم يكف تنظيم الإخوان الإرهابي عن ترويعها بالثورة بل باتوا ينتقمون منها من خلال تشويه صورتها بمواقع التواصل الاجتماعي، وممارسة الضغط النفسي عليها: «حصل هجمات من لجان إلكترونية تابعة ليهم، وعملوا صفحات باسمي ونزلوا صوري بعبارات مسيئة لي، كضغط نفسي علشان واقفة ضدهم لكن قدرت أواجههم ببلاغات لمباحث الإنترنت، وده اللي لازم نعمله دايمًا المواجهة عشان حقوقنا».