علاقات و مجتمع
لم تكتف رحمة خالد، بكونها أيقونة السباحة منذ عام 2008، فطموحها يصل إلى عنان السماء، فمن طفلة مصابة بمتلازمة داون كان يمكن أن تعيش في الظل، إلى إعلامية شهيرة، ونجمة المؤتمرات الرئاسية، فقد كانت واحدة من النجوم اللائي وقفن أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، خلال احتفالية النسخة الرابعة من «قادرون باختلاف».
ومع عمرو يوسف أدت «رحمة» دويتو رائع، أجبر جميع الحضور على الإشادة بها، لتثبت البطلة متنوعة المواهب كيف يكون الاختلاف تميزا لدى كثير من الأفراد، ونستعرض أبر المعلومات عن رحمة خالد، بحسب تصريحات والدتها أمل عطيفة، في تصريحات خاصة لـ«هن».
رحمة خالد بطلة رياضية
كانت والدتها بمثابة المطبخ، الذي شهد كواليس تكوين شخصية رحمة خالد الحالية، إذ وعت مبكرا إلى إعاقة بنتها، كونها خبيرة تخاطب، ما جعلها تبدأ معها في التأسيس منذ سن صغيرة للغاية: «البداية كان لازم أتلقى الصدمة بهدوء واتخطاها بسرعة، حين أدركت أن ابنتى معاقة ذهنيا»، فسعت إلى إدخالها مدرسة أصحاء، لا تشعر بينهم بأنها مختلفة، وتتخرج من معهد السياحة والفنادق، عام 2018.
لم تكتف الأم، بدعم ابنتها تعليميا، لكن سعت دائما إلى جعلها متفوقة رياضية، إذ رأت حبها للسباحة، فبدأت معها الطريق في هذا الاتجاه، حتى دخلت أول مسابقة في عمر 8 أعوام فقط، وحصلت رحمة خالد حينها، على الذهبية في بطولة الجمهورية، ومن السباحة إلى التنس، التي تصنف كرياضة شاقة على مصابي «متلازمة داون»، لكنها تفوقت فيها وحصلت لمصر على الميدالية البرونزية خلال مشاركتها في أحد المسابقات العالمية.
تقول والدتها: «لازم متابعة نظام غذائي صحي وصارم لطبيعة مصابي متلازمة داون، لقابليتهم الأعلى للسمنة، وتقسيم اليوم بين ممارسة رياضة بين الأصحاء، ومتابعة الدروس وتناول الطعام والنوم».
رحمة خالد مذيعة وإعلامية
في عام 2018، وبمجرد تخرجها بدأت رحمة خالد، عملها الإعلامي، فانضمت إلى فريق عمل قناة DMC، كمذيعة في البرنامج الصباحي على القناة «8 الصبح»، ورغم أنها في البداية كان ظهورها نادرا، إلا أنها اجتهدت بشدة وأصبحت مذيعة أساسية، ومن المقرر أن تسافر فرنسا مع منتخب تنس الطاولة، لتغطية الحدث إعلاميا ورياضيا.
مثلت رحمة خالد، مصر في عدد كبير من الدول في بطولات رياضية ومؤتمرات دولية، منها في سوريا ولبنان وكوريا وعمان والإمارات وإيطاليا وأمريكا، كما مثلت مصر في البطولة الإقليمية السابعة للألمبياد الخاص التي أقيمت في سوريا عام 2010، وحصلت على 4 ميداليات، منها 2 ذهب وفضية وبرونزية.
في لبنان 2012، مثلت مصر كمتحدث رسمي عن ذوي الإعاقة عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع الأولمبياد الخاص في مؤتمر الشباب والمدارس.
تحدي جديد لـ رحمة خالد
لا تتوقف رحمة خالد، عند تحقيق هدف معين فهي دائمة السعي والاجتهاد، وبجانب الرياضات الكثيرة التي تلعبها، قررت أن تتعلم رياضية جديدة وهي «البنج بونج»: «بحب كل فترة أدخل قدام نفسي في تحد جديد، لإني عارفة إني قد كل ده، وإن مفيش مستحيل»، وكان ذلك في عام 2021.
وأصبحت رحمة، هي بطلة دائمة في مؤتمرات الرئيس عبد الفتاح السيسي، فلها ظهور مميز كل عام في احتفالية «قادرون باختلاف»، التي يحتفي فيها الرئيس بذوي القدرات المميزة، لدعمهم في المجتمع ووقف التنمر ضدهم، ومساعدتهم على الاندماج والعمل بشكل دائم.