علاقات و مجتمع
يدوي صوت الأذان وتلاوة القرآن في جميع الأركان، خشوع المسلمين بالمساجد، وتجمع المئات في ساحات الصلاة، هذه أبرز مظاهر الاحتفال بقدوم شهر رمضان المبارك، التي تكللها العزومات والتجمعات العائلية على طاولة واحدة ساعة الإفطار.
التباين في أسعار السلع من قِبل بعض التجار، وضع العديد من ربات المنازل في حيرة بين إقامة العزومات ترشيدا للاستهلاك، حتى بات الكثير منهن يبحثن عن الحلول المرضية، التي لا تغنيهن عن العادة الرمضانية الإنسانية، ولا تخضعهن لجشع التجار في نفس الوقت.
واستطاعت ربات المنازل تحقيق المعادلة الصعبة، من خلال تقديم بعض النصائح تجمع بين إقامة العزومات وترشيد الاستهلاك، دون التأثير على الميزانية الشهرية، وفقًا لحديثهن لـ«هن».
الديش بارتي هو الحل
أطباق متنوعة من كل صنف طعام، من اللحوم إلى الأسماك والخضروات والمحاشي، ولا بأس من صواني المكرونة والجلاش وغيرها، مع أصناف الحلو المختلفة بين الكنافة الشرقي والقطايف والبسبوسة، على شرط واحد أن لكل فرد طبق خاص يعده ويحضره بنفسه، قبل التجمع لتناول الإفطار، هكذا يكون «الديش بارتي» وسيلة «غادة عبدالستار»،41 عاما، والتي قررت اللجوء له بدلا عن العزومات المتكررة هذا العام: «بصراحة مش هقدر أعمل عزومة، وكمان أحط فيها كل الأصناف، ففكرت أنا وصحابي ليه مش كل واحدة تعمل صنف ونتجمع في بيت حد فينا، ويكون عندنا كذا صنف وكل واحد متغرمش إلا طبق واحد، وكفاية يوم واحد عزومة يلمنا».
وبررت السيدة الأربعينية، وهي أم لطفلين، أنّ هذا المقترح لاقى إعجاب صديقاتها، ما دفعها لعرضه على العائلة أيضا «هنوفر كتير مش بس في الأكل، لا كمان الوقت اللي بيتهدر في العزومات المكررة، والمجهود بتاع كل عزومة، مرة واحدة تكفي».
«زينب»: بوفر من ألف لحد 3 آلاف جنيه
حسبة اقتصادية قررت زينب عبد المتعال، 45 عاما من أسوان، اتباعها هذا العام، تهدف من خلالها للاقتصاد في كمية الأطعمة المقدمة في العزومة الرئيسية، التي تقيمها كل عام لـ10 أفراد، دون أن يتأثر العدد أو المذاق، فقط الاقتصاد في الكمية، بحسب حديثها لـ«الوطن»: «لو بعزم 10 أفراد ولسة بنفس كمية الأكل اللي بعملها، وقتها هتكلف 3000 جنيه، تمن المحاشي واللحوم والحمام والبط، لكن لأني مش عاوزة أوصل للرقم ده هقلل كمية الأكل، واكتفي بالأساسيات».
وتابعت الأم الأربعينية: «أنا ميزانيتي ألف جنيه، وهتفضل كده، يبقى الأفضل أقلل في الأصناف، هيكون وقتها لحوم حمراء بس مع المحاشي والسلطات، والشوربة دون أصناف تانية».
إعادة تدوير الطعام
توفير من نوع خاص، تلجأ له، أميمة سعيد 32 سنة، إذ أنها تحاول استغلال الصنف الواحد في عمل أكثر من طبق رئيسي وجانبي، «مبسبش حتة في الفرخة، بشوي منها، وباخد الكبد والقوانص أعملهم مرة تانية في رز بالخلطة، واستخدم مرقة دجاج وأعمل شوربة لسان عصفور، وحتى اللحمة المفرومة بعمل منها مكرونة ومرة سمبوسك، وبعيد تدوير الأكل».
وأضافت: «مبشتريش مشروب من برة، بعمل كل العصاير في البيت وده حاجة بتوفر وفي نفس الوقت جودة وطعم مميز».