ضمن دعمها لمقدمة برنامج “دولة التلاوة” الإعلامية آية عبدالرحمن، اقترحت الدكتورة مايا مرسى، وزيرة التضامن الاجتماعى، فتح باب المنافسة أمام السيدات والفتيات لإنشاء مسار خاص بهن ضمن فعاليات المسابقة.
مقترح الوزيرة أثار جانبا من الجدل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لاعتبار البعض أن صوت المرأة عورة، فيما رآه آخرون جديرا بالمناقشة والعرض على جهات الفتوى الرسمية… وفي إطار بيان رأي الشرع في المقترح، تحدث الدكتور عبدالرحمن الفخراني، الباحث الشرعي في العلوم الإسلامية، لـ مصراوي موضحًا رأي الدين في تلك المسألة.
في البداية، ورداً على سؤال حول مقترح وزيرة التضامن بضم فتيات لمسابقة دولة التلاوة، وهل يؤيد أم يرفض مثل ذلك المقترح، يقول الفخراني: أؤيد، وأراه أفضل من أن تجتذبهن وتستدرج مواهبهن الفطرية برامج ومسابقات الغناء، مضيفا: أما عما يمكن أن يثار من اعتراض وتحفظ من قبل البعض، وبخاصة أحبابنا المتمسلفة، فلا يلتفت إليها؛ فديدنهم هو إسقام حياتنا بمنع كل مباح.
وأضاف الباحث الشرعي في العلوم الإسلامية: أما من ارتاب في مشروعية الاستماع إلى القرآن من المرأة، وأن صوتها عورة؛ فأقول له: الراجح من أقوال أهل العلم أن صوت المرأة ليس بعورة؛ لقوله تعالى: “وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا” الأحزاب: 32، ولأن النساء كن يخاطبن النبي صلى الله عليه وسلم، ويسألنه بحضرة الصحابة رضوان الله عليهم، ولم يقع منه عليه الصلاة والسلام نهي لهن، والمحرَّم هو الخضوع بالقول؛ لقوله تعالى: “فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي في قَلْبِهِ مَرَضٌ” الأحزاب : 32.
وشدد الفخراني على أن صوت الأجنبية ليس عورة على الأصح، والحرمة هي خضوع المرأة به، كأن تتحدث بصوت فيه تغنج وتليين وتمطيط وتنغيم وتقطيع ونحوه مما ينكر.
وتابع: المعولون بتحريم قراءتها للقرآن بحضور الأجانب على فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، فإنهم لم بكونوا من الأمانة من حيث عمدوا إلى اجتزاء كلامه، الذي نص سؤاله وجوابه: ما حكم تحسين الصوت في قراءة القرآن للطالبات عند المدرس في الكلية مع أنها غير مطالبة بذلك؟ فأجاب: “لا أرى أن تحسن صوتها؛ لأن الله تعالى يقول: (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً) الأحزاب:32، فكون الطالبة تأتي بالقرآن على وجه الغنة، وتحسين الصوت يخشى منه الفتنة، ويكفي أن تقرأ القرآن قراءة مرسلة عادية” انتهى من “اللقاء الشهري”.
وأضاف الفخراني، في حديثه لمصراوي: إذن فلا حرمة في ذلك، وإن قيد بعدم الترقق والتمطيط والتطريب منها، وعدم التلذذ من الرجل، بل قد يكون سماعها واجبا، في حال الضرورة، ومنها أن تكون في مدارس وكليات البنات وإن استمع إليها أجنبي، وكذاك إن كانت أقرأ من الرجل في سياق تعلم، وقد عرف تراثنا نساء أقرأن الرجال وأجزنهم، ومنهن:
1- مؤمنة بنت عبد الله بن يحي الفاسي، أجازت لعبد الله بن عمر بن العز بن جماعة وغيره، كما في الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة.
2- جمال النساء بنت أبي بكر أحمد بن أبي سعيد، أجازت للفخر إسماعيل بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، وتقي الدين سليمان، وأبي بكر بن عبد الدائم، وابن سعد، وغيرهم كما في الوافي
3- عائشة بنت إسماعيل بن إبراهيم بن الخباز، سمع منها العراقي وغيره، وأجازت لكثيرين، وآخرمن أجازت له عبد الرحمن بن عمر القباني، كما في الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة.
4- زينب بنت أحمد كمال الدين بن عبد الرحيم، أجاز لها إبراهيم بن الخير وخلق من بغداد، وأجازت لصلاح الدين الصفدي وغيره.
اقرأ المزيد:
وزيرة التضامن تقترح ضم فتيات وسيدات لـ”دولة التلاوة”.. هل يوافق رأي الشرع؟
دولة التلاوة.. من هي سكينة حسن أول مقرئة في الإذاعة المصرية؟ (فيديو)
أمين الفتوى: الميراث قسمة إلهية لا يملك بشر تغييرها.. ولا يحق لوارث القول “لا أريد أن أرث”
