علاقات و مجتمع
من أكثر الأوقات التي يستحب فيها الدعاء هي وقت المطر، حيث يعتقد أن أبواب السماء تكون مفتوحة، وتحب دائما السيدات أن تتوجه لله بالدعاء في هذا الوقت، لأسرتها بالنجاح والتوفيق والسداد للأطفال، وسعة الرزق والصحة والستر لها ولزوجها، ونستعرض دعاء المطر والبرد الشديد.
دعاء المطر والبرد الشديد
أحد أشهر الأدعية المذكورة في السنة النبوية أثناء المطر والبرد الشديد، هو: «اللهم صيبا نافعا»، فعن رواية السيدة عَائِشَةَ رضي الله، أَن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا رَأَى المَطَرَ قَالَ: «اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا»، ولمن لا يعلم الصيب هو ما سال من الماء، كما جاء في الآية الكريمة في سورة البقرة، «أو كصيب من السماء».
وذكر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن من تعليم النبي لأمته وأتباعه أن ينسبوا ظواهر الكون لإرادة الله سبحانه وقدرته وفعله، لافتا إلى ترديد دعاء وقت نزول المطر بالخير، إذ كان يقول الرسول: «مُطِرْنَا بفَضْلِ اللَّهِ ورَحْمَتِهِ».
دعاء المطر
نشر مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر، عددا من الأحاديث النبوية للدعاء في وقت المطر، منها عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْمَطَرِ: «اللَّهُمَّ سُقْيَا رَحْمَةٍ وَلَا سُقْيَا عَذَابٍ وَلَا بَلَاءٍ وَلَا هَدْمٍ وَلَا غَرَقٍ، اللَّهُمَّ عَلَى الظِّرَابِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ، اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا» السنن الكبرى: 7209.
و«اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالجِبَالِ وَالآجَامِ وَالظِّرَابِ وَالأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ»، متفق عليه.
وأوضحت أن الدعاء بعد نزول المطر، يكون «مطرنا بفضل الله ورحمته»، متفق عليه.
دعاء الرعد والبرق
نقلا عن مجمع البحوث الإسلامية، فإن دعاء الرعد والبرق، كالتالي: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما «أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ تَرَكَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: سُبْحَانَ الَّذِي {يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} [الرعد: 13]، ثُمَّ يَقُولُ: إِنَّ هَذَا لَوَعِيدٌ شَدِيدٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ»، (الأدب المفرد:723).
وعَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ وَالصَّوَاعِقِ، قَالَ: «اللَّهُمَّ لاَ تَقْتُلْنَا بِغَضَبِكَ، وَلاَ تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ، وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ»، الترمذي 3450.
ماذا كان يقول النبي عند البرد الشديد؟
في وقت البرد الشديد والحر الشديد، يستجيب الله سبحانه وتعالى لعبده، وبحسب الشيخ عادل أبو العباس، أحد علماء الأزهر الشريف، إنه عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في وقت البرد الشديد: «إِذَا كَانَ يَوْمٌ حَارٌّ، أَلْقَى اللَّهُ تَعَالَى سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ وَأَهْلِ الْأَرْضِ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)، مَا أَشَدَّ حَرَّ هَذَا الْيَوْمِ، اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِجَهَنَّمَ: إِنَّ عَبْداً مِنْ عِبَادِي اسْتَجَارَنِي مِنْكِ، وَإِنِّي أُشْهِدُكِ أَنِّي قَدْ أَجَرْتُهُ، فَإِذَا كَانَ يَوْمٌ شَدِيدُ الْبَرْدِ، أَلْقَى اللَّهُ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)، مَا أَشَدَّ بَرْدَ هَذَا الْيَوْمِ، اللَّهُمَّ، أَجِرْنِي مِنْ زَمْهَرِيرِ جَهَنَّمَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِجَهَنَّمَ: إِنَّ عَبْداً مِنْ عِبَادِي اسْتَجَارَنِي مِنْ زَمْهَرِيرِكِ، وَإِنِّي أُشْهِدُكِ أَنِّي قَدْ أَجَرْتُهُ، فَقَالُوا: وَمَا زَمْهَرِيرُ جَهَنَّمَ؟ قَالَ: بَيْتٌ يُلْقَى فِيهِ الْكَافِرُ، فَيَتَمَيَّزُ مِنْ شِدَّةِ بَرْدِهَا بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ».