علاقات و مجتمع
كوب من الشاي على طاولة صغيرة أمامها، اعتادت «آثار» تناوله عصرا في نفس التوقيت من كل يوم، ترتشفه مهلا في شرفة منزلها، تغوص معه في رحلة عبر أعماق الزمن وسط أنواع متفاوتة من الزرع منه ذات رائحة نفاذة وآخر للزينة فقط، تملأ أركان المكان الذي يحمل رائحة مختلطة من الزهور، قصاري الزرع من حولها حفظت ترتيبها، تهتم بسقايتها ورعايتها يوميا، تعكف على تقليمها كل فترة، تجد في ذلك متعة لا يشعر بها سواها.
الزراعة بجانب العمل في الآثار
عالم خاص باللون الأخضر تعيش فيه «آثار حمدي دياب» كل يوم، استطاعت أن ترسم ملامحه بنفسها رغم عملها الأصلي كمفتشة آثار بوزارة الآثار، إلا أنها قررت أن تعمل ما تحب بجانب وظيفتها الأساسية، «كان نفسي أدخل كلية زراعة بس دخلت كلية آثار واتخرجت اشتغلت في الوزارة، وسنين كتير دايما حاسة إن مش ده شغفي اللي بحبه»، تقول في بداية حديثها لـ«الوطن».
قبل سبع سنوات، سكنت إيقاع حياة السيدة الثلاثينية حين اضطرت للعمل في مهنة لا تناسب شغفها الحقيقي، استقرت في وظيفتها ولكن ظل شغفها بالنباتات والزرع ينمو داخلها، فبدأت بتزيين شرفة منزلها بكافة أنواع نباتات الظل، سرعان ما لفت المنظر أعين الجيران، «بدأ جيراني وصحابي يعجبوا بالزرع مع كل زيارة لبيتي ويسألوا عن الأنواع لما عجبهم منظر البلكونة».
اتخذت «آثار» قرارًا بتحويل هوايتها إلى مشروع خاص بها بجانب مهنتها الأصلية، دشنت مجموعات لتعليم السيدات أساسيات الزراعة المنزلية، «بدأت أعلم جيراني وصحابي أنواع النباتات وطرق العناية بكل نوع من ناحية كميات المياه والسماد» وجدت في ذلك شغفا كبيرا، بحسب وصفها.
الزراعة الأورجانيك
أسابيع قليلة مضت حتى انتشرت فكرة مشروع «آثار» بين جيرانها، وتوسعت في التدريبات المجانية التي تقدمها، حتى اتجهت لتعليم السيدات أساليب الزراعة الأورجانيك، «بقيت أعلم السيدات إزاي يزرعوا الخضار بنفسهم في البيت، الخيار والطماطم والفلفل والبطاطس»، تشجيعا للزراعة الأورجانيك وحبًا في عالم الزراعة والنباتات.
إلى جانب تعليم السيدات أساليب زراعة الخضروات، اهتمت مفتشة الآثار بتعليمهن كيفية زراعة النباتات والأعشاب المستخدمة في الطبخ، منها نبات الروز ماري، والزعتر والبردقوش، «علمتهم يزرعوا كل حاجة بنفسهم».