07:50 م
السبت 09 ديسمبر 2023
حوار- منى الموجي:
فنان قدير طلته على الشاشة تخطف الجمهور، صاحب أداء متميز، ورغم تقديمه شخصية تغوص في الشر يمكنك أن تصفها بالمستفزة والأنانية في فيلم “هجان”، إلا أنك ستقع في غرام إتقانه للدور، هو النجم السعودي الكبير عبدالمحسن النمر، الذي كان لـ”مصراوي” الحوار التالي معه على هامش فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي..
قلت إنك تهتم بالصورة التي ستظهر بها في السينما.. ألم تخش من تقديم دور يتسم بهذا الشر المستفز في فيلم “هجان”؟
بالعكس أحيانا مساحة التمثيل تكون أعلى في الشر، وأحاول عند ذهابي إلى السينما الانتقاء، وكانت لي تجربة بعنوان “ظلال الصمت” مع عبدالله المحيسن كانت مهمة وقبل الانفتاح والطفرة التي نعيشها في السعودية الآن، وفي ظل هذا الانفتاح أصبحت المسؤولية صعبة لأن الجمهور يراك أيقونة معينة ولا يجب تظلمها بأن تقدم شيء عادي، على الأقل أقدم نفس المستوى الذي اعتادوا عليه أو أعلى.
وكيف رأيت “هجان” عند عرضه عليك؟
وجدته مكتمل العناصر ومهم، ودخلت بدون خوف أو قلق، لكن للأمانة ما توقعت كل هذه الإيجابية في رد فعل الجمهور، كنت متوقع أنه عمل أستطيع وضعه في (السي في) لكن رد الفعل كان مفاجأة أكثر مما توقعت.
لكن التجربة مع مخرج شاب مصري وتجاربه السينمائية قليلة.. ألم يقلقك الأمر؟
قرأت الفكرة التي عُرضت عليّ في البداية ووقعت في حبها جدا، بعدما عرفت مفردات الحكاية، وأن العمل يتحدث عن جمل سيظهر كأنه يمثل، وكذلك وجود طفل سيمثل، ولم يكن هناك ترشيحات لأسماء الفنانين، ولم أكن أعرف من هو المخرج، لكن كنت أرى أن العناصر السابقة تحتاج لمخرج خاص سينطق الحجر، وهناك مخرجين رائعين لكن قد لا تكون لديهم القدرة على صناعة ممثل، وسألت من المخرج، قالوا لي أبو بكر شوقي، ولم أكن أعرفه وهذا قصور في معرفتي لا في أهميته، واتصل بي وجاء من مصر خصيصا ليقابلني في الدمام، شعرت أنه شخص لا يلعب جاء ليعمل، وهو ابن ناس جدا، سمع مني الكثير، وطلبت منه أن أرى أي عمل سابق له، وبالفعل شاهدت فيلمه (يوم الدين)، والله العظيم اتصلت بالمنتج ماجد زهير سمان عقب انتهائي من مشاهدة الفيلم مباشرة وقلت له أنا معكم وبشدة وأي شروط ممكن نذللها على مستوى الوقت والأجور، لأن هذا الشخص الذي استطاع العمل مع شخص ما عنده تجربة ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، وقدر ينقل لي رائحة المكان بشدة، قلت هذا الاختيار الصح لهذه النوعية من الأعمال، المخرج الصانع للممثل، وافقت بدون أي تردد، وعرفت أني في أيد أمينة.
وكيف كانت كواليس العمل بينكما؟
شعرت بالمتعة في البروفات، حتى البروفات التي كنا نتحرك فيها، وجدته يستمتع ويحلق، وعندما جئنا لتنفيذ النص الذي كان مكتملا اقترحت بعض المفردات الخاصة بالشخصية كأن أجعله يرتدي في أسنانه واحدة من الذهب، وهو غطاء كنت قد صنعته من 10 أعوام، وجدته مناسبا للشخصية التي تحب “اللمعة” فهو إنسان يحب “الشو” وارتديت الخواتم والساعة، حتى طاقيته فيها ذهب، والمخرج أبو بكر شوقي، وظف كل هذه الأمور بدقة، وصنع شكل للشخصية واعطاها حقها في الكادر، وفي رأيي كان هو رب العمل بأمانة.
جاسر شخصية مستفزة.. هل وقعت في حبها أم شعرت تجاهها بالكره؟
جاسر مستفز جدا، ويستحيل أن أحبه، ليس هناك كائن بشري يمكنه أن يحب هذه النوعية من الشخصيات، لكن على المستوى الفني، هو مساحة عريضة لاستعراض مستويات أي ممثل، دور صعب جدا، وكان عندي تحفظ لماذا يقوم بهذه الأفعال السيئة، ووجدت أجوبة في النص، وأجوبة أخرى أوجدتها بحواري مع الشخصية، وعندما حضرت لمكان التصوير أي بيئة الشخصية آمنت بها وبأفكارها إيمانا مطلقا، سعيه لتحقيق هدفه مخيف قطر على طريقة المصريين.
ألن تتواجد في مصر قريبا؟
تجربتي المصرية طويلة كنت قد تعاونت قبل سنوات مع المخرج محمد توفيق، وعملت مع المخرج مجدي أبوعميرة ومع المنتج ممدوح الليثي، ما في ممثل يقول أنا ممثل لا يريد العمل في مصر مستحيل، ونفسي في عمل مصري يكون مختلف عن الصورة النمطية الغبية الخاصة بإظهار الخليجي على أنه أبو كرش ومعه فلوس فقط، العالم يرى العرب بعقال وبعير وبئر بترول، وكذلك المصريين للأسف يرون الخليجيين كرش وكباريه وفلوس، ونحن مسؤولون عن تغيير هذه النظرة، نحن نعرفكم جيدا وتربينا على أعمالكم.