10:59 م
الأحد 29 أكتوبر 2023
كـتب- علي شبل:
كشف الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف، عن سر مقولة استعملها النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم عند المعارك والغزوات، وهي “حم.. لا يُنصرون”.
وقال العشماوي إن في استعماله صلى الله عليه وسلم، واستعمال الصحابة – رضي الله عنهم – شعار [حم .. لا يُنصرون]، في بعض الغزوات والمعارك؛ دليلاً لِما نراه في بعض أحزاب وأوراد السادة الأولياء – رضي الله عنهم – من استعمال الحروف المقطَّعة في أوائل السور، وبعض كلمات القرآن، في معانٍ مقصودة، مثل [حم عسق .. حمايتنا] و [كهيعص .. كفايتنا] و [بسم الله بابنا .. تبارك حيطاننا .. يس سقفنا] و [حم .. حُمَّ الأمر .. وجاء النصر .. فعلينا لا يُنصرون].
ولفت العشماوي، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، إلى أنه يكثر هذا في أوراد الأولياء والصالحين مثل: سيدي أبي الحسن الشاذلي، وسيدي أحمد البدوي، وسيدي إبراهيم الدسوقي، وغيرهم من السادة رضي الله عنهم أجمعين – وأن هذا من أسرار الحرف القرآني التي اختص الله بها الأنبياء، وَوَرَثَتَهُمْ مِنْ العلماء والأولياء!
وأوضح أستاذ الحديث الشريف وعلومه بجامعة الأزهر أنه يغلب على الظن أن مذهبهم فيها؛ أنها من أسماء الله عز وجل، أو رموز لبعض أسمائه وأفعاله – وهو مذهب فريق من أهل العلم، كما في كتب التفسير – وأنها تنطوي على أسرار لإجابة الدعاء، أَطْلَعَ الله بعض عباده عليها، بناء على قراءة الوصل في قوله تعالى: “وما يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم”، وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول: “أنا من الراسخين في العلم، الذين يعلمون تأويله!”.
ولهذا جاءت مرموزة؛ لتكون من علوم الخاصَّة!
ولفت العشماوي إلى أن أهل الحديث والفقه واللغة اتفقوا على أن الجملة المذكورة [حم .. لا يُنصرون]؛ ليست دعاء، ولكنها خبر، ومع كونها خبرا فهي تتضمن معنى الدعاء والرجاء، وكانت شعارا للصحابة يَعرف بعضهم بعضا به في المعركة – قيل: إنها معركة الخندق – وهي بمثابة [كلمة السر] التي تُستعمل في المعارك الحربية، تعميةً وتغطيةً، وحفظا للأسرار العسكرية من أن يطلع عليها الأعداء!
وورد منصوصا على أنها شعار المعركة، من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، في [سنن أبي داوود]، بإسناد صحيح، “إذا بُيِّتْمْ فليكن شعاركم [حم .. لا يُنصرون]”، وبوَّب عليه: [باب: الرجل ينادي بالشعار]!
هذا- يقول العشماوي- واختياره صلى الله عليه وسلم لفظ [حم]، الذي افْتُتِحَتْ به في القرآن الكريم سَبْعُ سُوَرٍ – وإن ورد في سياق الخبر لا الدعاء – ليس اختيارا عشوائيا خاليا من الحكمة، وحاشاه صلى الله عليه وسلم؛ أن تخلو أقواله وأفعاله وتصرفاته من الحكمة، بل هو دليل ظاهر على فضل [الحواميم]، وفضل الكلمات المقطَّعة في أوائل السور، وأن لها أسرارا في استجلاب النصر، وهزيمة الأعداء، وحصول التفريج؛ ولهذا أكثرَ مِن استعمالها كبارُ الأولياء، في أحزابهم وأورادهم، بمقتضى هذه الإشارة النبوية، وما يعقلها إلا العالِمون!
اقرأ أيضًا:
هل هي بدعة؟.. الإفتاء توضح حكم الرقية بالقرآن الكريم للعلاج