11:11 ص
الأحد 18 يونيو 2023
كتب-محمد قادوس:
ما حكم إزالة الزوائد الجلدية للمحرم من جسده؟ فإن بعض الناس يسأل أنه قد أزال شيئًا من الجلد الزائد في يده وهو محرم في الحج، وهو ما يسميه العامة بـ “الودنة” ومثلها قشرة الشفاه الجافة، فهل في إزالة ذلك شيء يلزمه شرعًا؟.. سؤال تلقته بوابة دار الإفتاء المصرية؟
بعد العرض على لجنة الفتوى، أجاب فضيلة الدكتور، شوقي إبراهيم علام، مفتي الجمهورية قائلًا لا حرج على المحرم في إزالة الجلد الزائد من جسده، ولا فدية عليه، ولا يلزمه شيء شرعًا؛ لأن الأصل براءة الذمة، ولم يرد في الشرع ما يدل على منع ذلك أو ترتيب شيء عليه من فدية ونحوها.
وأضاف علام عبر بوابة دار الإفتاء المصرية: من الأشياء التي تَحْرُم على المحرم بالدخول في النسك: حلق الشعر وتقليم الأظافر، وذلك عند فقهاء المذاهب الأربعة. ينظر: “البحر الرائق” للعلامة ابن نجيم الحنفي (2/ 332، ط. دار الكتاب الإسلامي) و”الكافي في فقه أهل المدينة” للإمام ابن عبد البر المالكي (1/ 358، ط. مكتبة الرياض الحديثة) و”حاشية الباجوري الفقهية” (1/ 312) و”الروض المربع” للإمام البهوتي الحنبلي (ص: 256، ط. دار المؤيد ومؤسسة الرسالة).
وقد حكي الإجماع على ذلك؛ فقال الإمام ابنُ المُنْذِر في كتابه “الإجماع” (ص: 62، ط. دار الآثار): [وأجمعوا على أن المُحرِم ممنوع من الجماع، وقتل الصيد، والطيب، وبعض اللباس، وأخذ الشعر، وتقليم الأظفار] اهـ.
وأصل ذلك قوله تعالى: ﴿وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ﴾ [البقرة: 196]؛ ففي الآية نهي عن الحلق قبل نحر الهدي. ينظر: “الحاوي الكبير” (4/ 186، ط. دار الكتب العلمية).
وقولُه تعالى: ﴿ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ [الحَجُّ: 29].
أما إزالة المحرم للجلد الزائد بأصابعه أو شفاهه ونحو ذلك من أجزاء البدن فهو من جملة ما يباح للمحرم ولا فدية فيه عليه، ولا يلزمه شيء بذلك؛ لأن الأصل براءة الذمة ولم يرد ما يدل على شغلها هنا بشيء، حتى إن فقهاء الحنفية والشافعية والحنابلة قد نصوا على أن المحرم لو أزال شيئًا من الجلد وكان هذا الجلد عليه شيء من الشعر فإنه لا يلزمه شيء بذلك؛ لأن الشعر حينئذٍ يكون غير مقصود بالذات في الإزالة؛ فهو تابع، والتابع لا يفرد بالحكم كما هو مقرر في قواعد الفقه. ينظر: “الأشباه والنظائر” للإمام السيوطي (ص: 117، ط. دار الكتب العلمية).
قال الشيخ أبو بكر الحدادي الحنفي في “الجوهرة النيرة” (1/ 170، ط. المطبعة الخيرية): [ولو قطع كفه وفيه أظفاره، أو خلع جلدة من رأسه بشعرها فلا شيء عليه] اهـ.
المقصود بالإحرام وحكمه:
الإحرام ركن من أركان الحج والعمرة، والمقصود به: هو نية الدخول في النسك؛ بأن ينوي بقلبه الدخول في الحج أو العمرة، أو الحج والعمرة معًا إن كان يريد القِران. ينظر: “عمدة السالك” للعلامة شهاب الدين ابن النقيب (ص: 147، ط. شركة القدس) و”حاشية الباجوري على شرح ابن قاسم” (1/ 312، ط. دار إحياء الكتب العربية).
وسُمي الدخول في النسك إحرامًا؛ لأنَّ المحرم بإحرامه قد حَرَّم على نفسه أشياء كانت مباحة له قبل الدخول في النسك. ينظر: “المصباح المنير” للعلامة الفيومي (1/ 132، ط. المكتبة العلمية)، و”كشاف القناع” للإمام البهوتي (2/ 406، ط. دار الكتب العلمية).
وأصل ذلك: ما رواه الإمامان البخاري ومسلم في “صحيحيهما” من حديث سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ».
وما رواه الإمام مسلم في “صحيحه” عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يُهِلَّ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ، فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُهِلَّ بِحَجٍّ فَلْيُهِلَّ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُهِلَّ بِعُمْرَةٍ فَلْيُهِلَّ». والإهلال: رفع الصوت. ينظر: “المصباح المنير” (2/ 639).
وما روي عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: ” أَمَرَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَحْلَلْنَا أَنْ نُحْرِمَ إِذَا تَوَجَّهْنَا إِلَى مِنًى”.
اقرأ ايضًا
بالفيديو.. إمام عمرو بن العاص: النبي حج مرة واحدة
داعية إسلامي: يجوز الاختلاط بين الرجل و المرأة بالعمل بشرط عدم الطمع
بالفيديو.. المفتي: الافتاء لم تقف مكتوفى الأيدي أمام تطورات العصر
هل يكفي في الطواف أربعة أشواط فقط؟.. المفتي السابق يوضح
ما حكم صلاة ركعتين عند الإحرام؟ وما الحكم لو أحرم المسلم من دون أن يصليها؟.. المفتي يوضح
مؤسس حركة علمانيون يروج للمساكنة: يقلل نسبة الطلاق.. وداعية إسلامي يرد
في ذكرى رحيله: تعرف على أفضل كتب الشيخ الشعراوي