علاقات و مجتمع
«أقول شيئًا واحدًا عنها هو أنني مهما فعلت فلن أوفيها حقها، وإذا عادت الأيام من بدايتها لاختار زوجة لي فإنني لن أختار سوى هذه المرأة، وإذا كانت الملائكة على الأرض فإن الملاك الأول سيكون اسمه آمال»، بهذه الكلمات يصف الدكتور إبراهيم الفقي زوجته، الذي كان يذكرها دومًا بأنها سر نجاحه، فكان له شخصية ثرية من طراز خاص، إذ اعتلى عرش التنمية البشرية منذ سنوات، وما ساعده على ذلك السيدة آمال الفقي، فمعًا تناولا جميع القضايا من أعقدها إلى أبسطها، وقدما حلولًا لمناحي الحياة، وهذا ما نلقي الضوء عليه في ذكرى وفاته اليوم 10 فبراير.
بداية تعارفهما
كان الأكثر تفاؤلًا وصاحب الإشراقة الباسمة والكلمات الشاحذة للهمم، بهذه الكلمات وصفت السيدة آمال الفقي زوجها الدكتور إبراهيم الفقي وبداية تعارفهما، من خلال شاشة القناة الأولى، في برنامج سيدتي، مع المقدمة داليا حسن، إذ قالت «تعرفت عليه في عام 1966، وأنا في الثالثة عشر من عمري وهو في السادسة عشر، فكنا نلعب في فريق تنس الطاولة، وأثناء سفر الفريق للاشتراك في بطولة الجمهورية، تكلمنا وتجاذبنا أطراف الحديث، ثم استمرينا في التواصل معًا، لأن والدينا كانا أصدقاء»، وفي عامها الثامن عشر تمت الخطوبة، وتزوجا في عامها الاثنين والعشرون، في عام 1974، وأنجبا «نانسي ونرمين»، اللتان تعلما من والدهما عمل الخير والعطاء وعزة النفس.
«دبلة وساعة» وأولى خطوات الحياة
وأكملت حديثها: «بدبلة ثمنها عشرة جنيهات تزوجنا، لأن كان كل ما يهمني زواج إبراهيم فقط، ثم عزمنا على السفر إلى الخارج للعمل، وساعدنا أبي بألف دولار، وفي المطار اشترى لي وله ساعة، قلت له غير مهم شراء الساعات، ولكنه أصر ليكون لنا دافع في الحياة للعمل وإدارة الوقت»، ومنذ تلك اللحظة احتفظا بالحب والاحترام، ولم يحزنا بعض يومًا والتفاهم بينهما كان أساس الحياة، كان دومًا معترف بفضلها أمام الناس، إذ سافرت الوطن العربي معه، وكانا يعملان معًا فكان يكتب الكتب، وتراجعهم له، لذلك كان معظم إهداءاته يوجهها باسمها، وشاءت الأقدار ألا يفترقا إلا بموت الدكتور إبراهيم في عام 2012.
حديث «إبراهيم الفقي» عن زوجته
قال الدكتور إبراهيم الفقي، في لقاء سابق، مع الإعلامي فرحات جلاب، «آمال كانت خريجة كلية الآداب قسم لغة فرنسية جامعة إسكندرية، وعندما سافرنا عملت في مكتب محاماة، ولكن عندما بدأت في مجال التنمية البشرية، تركت عملها وبدأت تساعدني وأحبت المجال لأنه يفيد الناس، تزوجتها منذ سنوات طويلة، وسر نجاح علاقتنا الزوجية إنه برغم أن الحياة تظل مليئة بالتحديات، إلا كان الهدف واضح وهو أن نظل معًا، قابلتنا الكثير من التحديات من المال والتجارب والأحكام، لكن الهدف لم يزول، فالزواج شجرة والجذور هي الحب والتقبل والاحترام المتبادل والتضحية هو ما يثمر ذلك الشجرة».
«رحلتي مع رفيق العمر» ذكريات جمعتهما
قالت «آمال»، خلال مقال لها في افتتاحية العدد الأول من مجلة «واحة إبراهيم الفقي»: «علاقتي بزوجي كانت من نوع خاص، مليئة بالأحداث والذكريات، كنت أرافقه في كل جولاته التدريبية، ليس لأكون بجواره فقط، وإنما لأنه كان لي دور هام في هذه الجولات، إذ كنت المسئولة عن كافة الأمور الإدارية والمالية».
وأضافت أنها ليس من السهل أن تكتب عنه لأن عشرة السنين كلها اختصرها شخص واحد، فكانا يتواصلان ويدركان كل منهما الآخر دون حديث، وعبرت «لم أتوقع يومًا ما أن يغيب عني جسديًا، لأن روحه تحلق معي في كل مكان وزمان، وتعاليمه وأفكاره تشعرني بأنه لازال بيننا، أنار لنا الطريق بعلمه، ومنحنا الأمل في حياة أفضل مع كل كلمة من كلماته أن نعيش بحب الله سبحانه وتعالى، وأن نتطبع بأخلاق الرسل والأنبياء، ونعيش بالعلم والكفاح وبالمرونة والصبر والحب ونقدر قيمة الحياة».