علاقات و مجتمع
بين عشية وضحاها عاد ذكر اسم ريا وسكينة، بعد عرض مسلسل يتناول سيرة حياتهما على «دي إم سي»، جسدت شخصياتهما الفنانة عبلة كامل والفنانة سمية الخشاب، وخلال حديثه للوطن روى الدكتور مجدي شاكر كبير الأثريين في وزارة السياحة حكاية بقايا بيت ريا وسكينه في حي اللبان.
حكاية بيت ريا وسكينه
بدأت قصة ريا وسكينة عام 1920 في حيّ اللبان الذي مازال أثرهم باقٍ هناك، وهو منزل قديم يحمل صورهم وتوثيق الآثار للمكان، يعتبر الآن محلا للزيارة وتذهب إليه الأسر لالتقاط الصور التذكارية، حتى شاركت إحدى الأمهات صورة لابنتيها أمامه قائلة: «بناتي مبسوطين أنهم بيتصورا قدام بيت ريا وسكينة»
أما الحي نفسه يعتبر أحد أفقر الأحياء في الإسكندرية، حيث قامت الشقيقتان بمساعدة زوجيهما ومساعدين آخرين، باختطاف وقتل 17 امرأة ودفنهن في منزلهما؛ بينما كانت الإسكندرية مشغولة بالانتفاضات الشعبية الكبيرة التي قامت ضد القوات البريطانية المحتلة، ما أتاح لهم العمل من دون عقاب.
منشأ ريا وسكينة
حضرت ريا وسكينة من صعيد مصر إلى الإسكندرية وعملتا فيها لثلاث سنوات، حيث تزوّجت ريا من شخص يُدعى حسب الله سعيد مرعي، بينما عملت شقيقتها سكينة في بيت دعارة حتى وقعت في حب أحدهم، واستكمل «شاكر» قائلاً إنه عندها بدأ الأربعة بمساعدة إثنين آخرين يدعيان عرابي حسان وعبد الرازق يوسف باستدراج النساء من الأماكن التي تشهد إقبالاً كثيراً مثل سوق «زنقة الستات» الواقع بالقرب من ميدان المنشية، والذي يعدّ مسرحاً شهد عدداً من جرائم هذه العصابة
كانت الحياة الغامضة للشقيقتين محل جذب لضحياهن اللواتي اختلفت مواصفاتهن، منهن الجميلة والأخرى تحمل من الذهب ما وصفها بـ«محل صاغة متنقل»، مما جعلهن ايقونه في السينما والتليفزيون والإذاعة لتناول قصة حياتهم فى 12 عمل فني عنهم.
بعد الحرب العالمية الأولى عقد مؤتمر باريس للسلام، أجتمع فيه الحلفاء المنتصرين في الحرب، وقرروا تقسيم غنائم المنهزمين، وتم تأليف الوفد المصري لكن بعدها تم نفي سعد زغلول بعد اعتقاله إلى جزيرة مالطا، وخلال هذه الفترة بدأ نشاط سري في مدينة الإسكندرية،حيث وصلت بلاغات عن اختفاء بعض السيدات فى يناير 1920م، تقدمت سيدة اسمها زينب حسن ببلاغ لـ حكمدار بوليس الاسكندريه عن اختفاء ابنتها، «نظلة أبو الليل»:«شابة عندها 25 سنة اختفت من 10 أيام قالت إنها ترتدى مصاغ وذهب في رقبتها ويديها، ودا كان أول بلاغ يتكلم عن الاختفاء بفعل فاعل لسرقة الدهب ، معظم البلاغات الاخرى بلا جدوى».
أسباب تجاهل البلاغات في اختفاء السيدات
يقول «شاكر» إن تلك الفترة كان البوليس يواجه مشكلة في أزياء الستات المنتشرة حينها: «كانت ملابسهم الشعبية عبارة عن الجلابية السودا والبيشة على الوجه والملاية اللف، الستات كلهم شبه بعض في الشارع وبالتالي هناك صعوبة فى التعرف على هوية أي سيدة أو التمييز بينهم».
وفى ظل عدم وجود بطاقات شخصية لهن آنذاك وسط المظاهرات المشتعلة في كل مكان، وأحداث العنف المنتشرة كانت الحكمدارية تقلل من أهمية البلاغات المقدمة، هذه العوامل أدت للتقليل من الجرائم الإجرامية بشكل عام وكانت وبلاغات اختفاء السيدات أمر هين.