علاقات و مجتمع
على مدار ثلاثين يوما متصلة، وخلال شهر رمضان، تتحمل النساء مشقة إعداد وجبة الإفطار، رغم صيامهن، يتبعنها بمهمة أخرى وهي غسل صحون الإفطار، والتحضير للسحور، وتقديرا لجهدن سواء أمهات أو زوجات أو أخوات، تنتشر في الجزائر وبقية دول المغرب العربي، عادة قديمة تجسد معنى المودة والرحمة بين الأزواج، وتماسك المجتمع بشكل عام، تسعى إلى تكريم المرأة في عيد الفطر تعرف بـ«حق الملح».
«حق الملح»، عادة قديمة منتشرة في الجزائر، حيث يكرم الزوج زوجته أو يكرم الأب ابنته في عيد الفطر، تقديرا لدورها طيلة شهر رمضان، لإعداد أطباق شهية متنوعة الأصناف كل يوم في وجبة الإفطار، وكذلك أيضا أطباق الحلوى ووجبة السحور.
هدية في فنجان القهوة
تكريم عادة «حق الملح» يكون عبارة عن هدية يقدمها لزوجته أو الأب لابنته، وتختلف طبيعة الهدية حسب القدرة المالية للرجل، قد تكون مبلغا من المال أو قطعة ذهب توضع في كأس القهوة صباح يوم العيد، أو قطعة من القماش لتفصيلها.
تقول الفتاة الجزائرية «صفية حويلية»، ابنة العاصمة الجزائر، لـ«الوطن»، إن الرجال يذهبون لأداء صلاة العيد صباحا، وبعد عودتهم تتولى سيدة البيت إحضار مشروب القهوة، وأثناء تقديمها يضع الرجل الهدية في فنجان قهوة فارغ: «كل رجل حسب قدرته، يجيب فضة أو يدي فلوس أو يجيب لبس أو برفان»، بحسب تعبيرها.
مبلغ من المال وقطعة فضة
وتابعت الفتاة الجزائرية حديثها عن تلك العادة المتوارثة، بقولها إنها تلقت هذا العام «حق الملح» من والدها مبلغ من المال وقطعة فضة وضعها لها في فنجان فارغ، تقديرا لما بذلته من جهد في إعداد وجبتي الإفطار والسحور طوال شهر رمضان، وبحسب قولها تلك العادة المتوارثة تسعى إلى تقدير السيدات اللاتي بذلن جهدا كبيرا خلال شهر رمضان.
وبحسب «صفية» كلمة حق الملح مستمدة من التراث اللغوي للجزائر ولسكان المغرب العربي، إذ أن «الملح» تعني «العشرة» ويقال في التراث الجزائري، إنه «من أكل ملحك أصبح واحدا من أفراد العائلة، وباتت تربطه بهم عشرة تشبه صلة الرحم»، بحسب تعبيرها.