علاقات و مجتمع
صناديق خشبية للملابس وأدوات الزينة، عبارة عن مرآة، إما فضية وإما ذهبية، وأمشاط، سواء من العاج أو خشبية، ذات الصف الواحد أو الصفين، والمكاحل، التي كانت عبارة عن أنابيب صغيرة من ألوان حجرية صغيرة من الزجاج المزخرف بالزهور وبراعم اللوتس، والألباستر والقيشاني، الذي يُستخدم لتحديد العين أو تلوين الرموش، حتى تظهر بعيون واسعة جميلة وجذابة، بخلاف الحُلى والباروكة المستعارة، الطويلة التي ينسدل بها الشعر على الظهر والكتفين، وفي بعض الأحيان كانت تُجدل في ضفائر كثيفة، بجانب العطور وبعض الأدوات الموسيقية وأموال وممتلكات عقارية، هكذا كانت قائمة منقولات العروس في مصر القديمة، أي ما تُعرف في عصر التكنولوجيا بـ«القايمة».
كانت «القايمة» من أساسيات وشروط عقود الزواج، التي كان يتم تسجيلها لضمان حقوق الزوجة، والتي ربما تختلف محتوياتها من طبقة الملوك والأمراء إلى عامة الشعب، إذ كانت لدى طبقة النبلاء تضم مجوهرات ومشغولات ذهبية وفضية مرصعة بالأحجار الكريمة، ليكون هذا هو الفرق بين الطبقات، من حيث تجهيز العروس، لكن الجزء الثابت الذي لا يتغير أبداً هو التقاليد والحقوق.
أوانٍ ومرآة وشفرات حلاقة ضمن منقولات العروس
لم تكن قائمة العروسة تكتفي بهذا الحد، إنما كان يُشترط على الزوج تجهيز المنزل الخاص به وشراء المتاع والأثاث وتوفير زينة زوجته، إذ ورد في أحد عقود الزواج أن الزوج يتعهد بتقديم مقدار من الزيت لزوجته ومقدار من الحنطة، مع منحها راتباً شهرياً لإدارة شئون المنزل ومصروفاً خاصاً لزينتها كل عام، والذي يختلف عن الراتب الشهرى لإدارة المنزل، كما وصفه الكاتب كريستيان ديروش نوبلكور، في وصفه للحياة الاجتماعية في كتابه المرأة الفرعونية، والذي تمت ترجمته إلى العربية.
غرفة نوم الملكة حتب حرس، والدة الملك خوفو، صاحب الهرم الأكبر، كانت من أكثر المقتنيات الجمالية التي عرفها التاريخ، إذ كانت تكعيبية الشكل مصنوعة من خشب الأبانوس المذهب، يسهل تفكيكها والاحتفاظ بها في صندوق مستطيل الشكل، بطريقة «العاشق والمعشوق»، بداخلها ستارة لتغطية الحجرة بالكامل، والتي وفّرها لها زوجها الملك سنفرو، صاحب هرم دهشور، مؤسس الأسرة الرابعة قبل الميلاد، التي كانت من ضمن التزامات الزوج عند الزواج، والتي كانت تقيم بها عند الانتقالات.
كان السرير الذي تنام عليه الملكة على شكل نبات البردى، وأرجله من الخشب المذهب على شكل «أسد»، كما كانت تضم أيضاً أوانى مصنوعة من الألباستر، بخلاف طبق مخصّص للفاكهة، وكان مسطحاً وكبيراً ومصنوعاً من المرمر، وبها كرسي مربع ومسند يوضع عليه مصنوع من الخشب الطبيعي، أرجله الأمامية على هيئة مخالب الأسد، وبعض الأواني المرمرية والذهبية.
كانت الملكة «حتب حرس»، والدة الملك خوفو، من الملكات اللاتى يعشقن المجوهرات المشغولة، خاصة الأساور، إذ كان لديها صندوق صغير مذهب، مدون عليه «والدة ملك مصر العليا والسفلى حتب حرس»، وكان به نحو 10 أساور مصنوعة من الفضة ومطعمة باللازورد والفيروز والعقيق الأحمر.