علاقات و مجتمع
نشرت الصفحة الرسمية لدار الإفتاء بثا مباشرا، عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، للرد على استفسارات المتابعين حول سؤال «هل المرأة التي بلغت سن الستين تعتبر من القواعد ويحق لها التخفيف من الحجاب؟»، وهو ما أثار اهتمام رواد السوشيال ميديا، وتساءل الكثير حول مفهوم القواعد من النساء وحكم تخفف النساء من الحجاب عند بلوغهن سن الستين.
وكان قد أجاب على هذا التساؤل خلال البث المباشر فضيلة الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الذي أوضح أن هذه المسألة لا تخضع لسن بقدر ما هي تختلف باختلاف الأشخاص والأصل درء المفاسد ومنع الاختلاط ووجوب الحجاب إلا إذا كان هناك كبر في السن.
المقصود بـ «القواعد» من النساء
كبر السن يختلف من امرأة لأخرى، فقد تكون امرأة تبلغ من العمر سبعين عاما لكن ما زالت تحافظ على مظهرها الحسن، وفي هذه الحالة لا تكون من القواعد، بحسب ما أكد «عبد السميع»، مضيفا أن المقصود بـ «القواعد» من النساء المرأة المسنة الكبيرة في السن التي ينظر إليها الجميع على أنها بمثابة الأم فلو خففت من حجابها لا يكون في ذلك إثم عليها.
رأي الشيخ الشعراوي
واتفق رأي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية مع رأي الشيخ الشعراوي -رحمه الله- والذي أشار له بفيديو على موقع التواصل الاجتماعي «يوتيوب»، قال فيه: إن القواعد هي جمع لكلم قاعد وليس قاعدة، ويقصد بها أنها قاعدة عن دورة الحياة ولم يعد لها مهمة الإنجاب، أما قاعدة فالمقصود بها الجلوس، «دي انتهت مهمتها معادش فيها أي حاجة مفيش مانع طرحة بتاعها زي بعضه تضعها ميجراش أي حاجة».
الشعراوي: الحكم على المرأة أنها من القواعد «نسبي»
وأكد الشيخ الشعراوي أن المسالة رغم ذلك نسبية لأن هناك امراة يقطع حيضها وتكبر بالسن لكنها ما زالت جميلة، وهو ما استدعى الحكم الاحتياطي بحسب وصف «الشعراوي»، فلا مانع من وضع ثيابها لكن أن يستعففن فهو خير لهن، مستشهدًا بقول الله تعالى ﴿ وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ۖ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.
التخفيف من الحجاب لـ «القواعد» من النساء له شروطفعندما شرع للسيدات من القواعد من النساء إمكانية إزالة الحجاب من على رأسهم والجلوس دون حجاب وبملابس مثل التي يرتدينه بالمنازل فليس عليهم جناح، لكن بشرط أن يكن غير متبرجات بزينة، أي لا يضعون ثياب مزخرف وذو ألوان مبهرجة كاللون الأحمر، وفقا لما ذكره الشيخ الشعراوي.
تفسير الآية الكريمة
ويفسر الشيخ الشعراوي قول الله تعالى في كتابه الكريم، «ۖ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنّ»، بأنه بالنظر إلى النساء حين يبلغون هذا السن، وتكون المرأة ورعة بمظهرها وملابسها يجدها الناس قد ازدادت جمالا وبهاء، أما عندما تصل لهذا العمر وتبالغ بوضع الزينة يراها الناس غير جميلة.