علاقات و مجتمع
لحظات كتمت فيها الأم أنفاسها، وهي تهرول لأقرب مكان يستطيع أن ينقذ طفلها بعد أن انقطعت أنفاسه تماما، وعلى الرغم من اعتقادها من أن طفلها فارق الحياة وأنها تودعه نهائيًا، كانت متمسكة بآخر أمل لها في أن ينقذه الصيدلي الموجود في أول صيدلية قابلتها بمحافظة أربيل العراقية، ولم يخيب طاقم الصيدلية ظنها وتمكنوا بقيادة السوري محمد عدنان المقيم في العراق، من إنقاذ الصغير في الوقت المناسب حتى تحسنت صحته تماما.
إنقاذ الصغير في الوقت المناسب
لم يكن الصغير يدري أن مجرد «علكة» أو «قطعة لِبان» صغيرة كادت تنهي حياته تماما، وهو الأمر الذي تسبب في انسداد الجهاز التنفسي وجعل والدته تصرخ وتحمله مسرعةً لأقرب مكان يساعد طفلها، بعدما وجدته في حالة سيئة تدل على انقطاع الأكسجين عنه فترة ليست بقصيرة.
وقال الدكتور الصيدلي محمد عدنان الذي أنقذ الصغير في مقطع الفيديو المنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في حديثه لـ«هن» :«الطفل دخل على الصيدلية والدته شايلاه وكان فكرها إنها خسرته لا قدر الله، وأقرب مستشفى عندنا تبعد حوالي ربع ساعة بالسيارة، عشان كدة الأم متحملتش وخافت تخسره قبل ما توصل».
عدنان: حالة الطفل كانت متأخرة جدا
أما الحالة الصحية للطفل فكانت متأخرة جداً لدرجة أنه خشي على الطفل من عدة احتمالات منها أن يفقدوه في أي لحظة، لذلك كانت إحدى العاملات في الصيدلية تمسك هاتفها تطلب الإسعاف ليساعدهم، والاحتمال الثاني أن تتضرر الحالة العقلية للصغير نظرا لانقطاع الأكسجين عنه لفترة ليست بقصيرة: «كان الطفل فاقد الوعي مع برودة اطراف وبداية تغير لون الشفاه نتيجة انقطاع الأكسجين، النبض كان مجسوس لكنه خفيف بسبب ابتلاعه علكه سدت مجرى التنفس»
بعد ذلك توزعت المهام على كل أفراد الصيدلية، منهم من ساعدت الأم في تهدئتها، وأخرى حاولت الاتصال بالإسعاف ليأتوا في حال فشلت الإسعافات الأولية بسبب خوفهم على الطفل لكنهم استطاعوا أخيرا من إنقاذه والتأكد من سلامته تماما: «بفضل لله سبحانه وتعالى ورحمة منه قدرت بمناورة سريعة أعالج الوضع، بس كنت خايف انقطاع الأوكسجين لفترة طويلة يأثر على قواه العقلية أو يسبب له أذى دماغي، حاليا الاسعافات الأولية أنقذته ورجع تنفسه طبيعي وقيمنا حالته العقلية بعدها كان ممتاز بفضل الله ورحمته بأمه».
أما مناورة هيمليك أو هيمليخ التي استخدمها، هي إجراء في الإسعافات الأولية يستخدم لعلاج انسداد مجرى الهواء العلوي بواسطة الأجسام الغريبة، ومحمد عدنان هو صيدلي سوري يقيم في العراق.