علاقات و مجتمع
22 عاما مروا، ولم يغب الطفل البريء «آسر» عن ذهن وبال معلمته أمنية عجيز، التي ارتبطت به بشكل كبير منذ أن حضر إليها طفلًا صغيرا، بآنامله الناعمة، يحاول اكتشاف العالم من حوله، تسعى لمساعدته وإسعاده طيلة الفترة التي يقضيها بالفصل، لتمر الأعوام وتدور الدنيا، وتعود المعلمة تبحث عن الأخير، بعد تلك السنوات الطويلة، حيث أصبح شابا يافعا، لتقودها الصدفة للعثور عليه بالفعل، عبر تعليق على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
كنت متعلقة بـ«آسر» ونفسي أشوفه
تحكي «أمنية» أنها ارتبطت بالطفل التي أحضرته لها والدته حينها، في الفترة التي كانت تعمل فيها معلمة للأطفال خلال دراستها بكلية التجارة قسم الشعبة الإنجليزية، لكنها وجدته منطويًا، ما دفعها للاقتراب منه لتعليمه وتقويمه: «في صيف سنة 2001 وصيف 2002، أنا كنت مدرسة في حضانة، كانت في شارع أحمد فخري بمدينة نصر، الطفل ده كان مرتبط بيا جدا وأنا كنت مرتبطه بيه أوي، من أول ما والدته جابته، وقتها كان ليه أخ تاني أصغر منه، ولكن بعد الحضانة معرفتش عنه حاجة، ومفضلش إلا صورة خدناها للذكرى»
«أمنية» من الحضانة للزواج والغربة
أكثر من 20 عامًا، حدث فيهم الكثير، تركت السيدة مهنة التدريس، وبدأت العمل بشهادتها، قبل الزواج والإنجاب والسفر للإمارات، ثم عودتها مُجددًا إلى أرض الوطن: «مكملتش في شغل الحضانات والتدريس، أنا اتجوزت بعدها وسافرت، ولما رجعت بشتغل في مجال تاني خالص، طول عمري كنت بحب الأطفال، وكان عندي طولة بال ليهم، بس لما رجعت وشوفت الصورة، افتكرته وحبيت أتواصل بيه».
العثور على «آسر» بعد 22 سنة
منشور على إحدى المجموعات بـ«فيسبوك»، كان وسيلة «أمنية» الوحيدة للعثور على «آسر»، بحسب حديثها لـ«هُن»: «دخلت الجروب وحطيت الصورة القديمة، على أمل ألاقي مامته، ولا حتى خطيبته لو خطب، ويعرفوه ويوصلوني بيه، وفعلا الصدفة كانت في صفي».
ربما وقف الحظ بجانب المعلمة الأصيلة، إذ تعرفت على الصورة إحدى أقاربه، لترد عليها بإن «آسر» من عائلتها بالفعل، وستحاول الوصول إليها: «بالصدفة بنت خالته على الجروب، وشافت الصورة وعرفته، وكان معاها وعرفته إن في مدرسة لسة فاكراه وبتدور عليه».
مكالمة فيديو مفاجئة
لم يتوقف المنشور عند هذا الحد فقط، إذ فاجأ آسر الأخيرة بمكالمة فيديو، استعادا فيها ذكريات طفولته، وتواعدا بالمقابلة: «كأنه ابني، اتبسطت جدًا إني لسة فاكراه، ولما دورت عليه لاقيته واطمنت على أحواله»