صحة
الروائح الجميلة التي تتركها معطرات الجو، تسبب الشعور بالانتعاش، ولا يفضل البعض الاستغناء عنها، خاصًة أنها لا تمثل رائحة لنوع واحد من العطور، لكنها تُقدم بمختلف الأنواع التي تريدها، لكن بحسب دراسة نشرتها صحيفة «الجارديان» البريطانية مؤخرًا، أصبحت المعطرات ناقوس خطر يهدد حياة كثير من الناس، لذا نقدم تفاصيل الدراسة وتعليقًا طبيًا عليها.
تحذير من الاستخدام المفرط لمعطرات الجو
كشفت دراسة جديدة نشرتها صحيف «الجارديان» البريطانية، أجرها باحثون في وكالة حماية البيئة الأمريكية، أن استخدام معطرات الجو في المنزل، وغيره من الأماكن المغلقة يمكن أن يؤثر بشكل كبير على جودة الهواء، ما يؤدي في النهاية إلى مجموعة من المشكلات الصحية المحتملة، وبحسب الدراسة فإن معطرات الجو لها نفس تأثير الشموع المعطرة، إذ قال فريق الدراسة إن هذه المعطرات تطلق مزيجاً من المواد الكيميائية، ومن المحتمل أن تخفض جودة الهواء الداخلي وتؤدي إلى مخاطر تتعلق بالصحة، حيث تسبب أعراضاً مثل تهيج العين ومشكلات في الجهاز التنفسي والصداع، ويمكن أن تصل إلى السرطان.
ينبعث منها أكثر من 100 مادة كيميائية
بعد الدراسة التي أجراها الباحثون على خطورة معطرات الجو، كانت النتيجة التي كُتبت في الورقة البحثية: «هناك أكثر من 100 مادة كيميائية مختلفة تنبعث من معطرات الجو، بما في ذلك المركبات العضوية المتطايرة (VOCs)، وهذه المواد تتفاعل مع الأوزون وغيره من المؤكسدات الداخلية لتوليد مجموعة من منتجات الأكسدة، والتي من المحتمل أن تكون جزيئات سامة».
وأضاف الباحثون: «يمكن أن تولد العطور والأوزون أيضاً ملوثات مثل الفورمالديهايد والأسيتالديهيد، وهي ملوثات مصنفة على أنها سامة ومسرطنة من قبل وكالات، مثل وكالة حماية البيئة»، وعلى الرغم من النتيجة الخطيرة التي توصلت إليها الدراسة بعد البحث، أكد الباحثون أنها لا تعني أنه يجب على الأشخاص إلقاء الشموع والبخاخات المعطرة في سلة المهملات، لكنها تؤكد ضرورة استخدامها باعتدال، مؤكدين أن مستوى التعرض لها ومدى تركيز المواد الكيميائية الضارة بها يحددان تأثيرها السمي المحتمل على الجسم.
أضرار معطرات الجو
وبحسب صحيفة «واشنطن بوست»، يمكن أن يؤدي التعرض لمستويات عالية من المركبات العضوية المتطايرة من معطرات الجو إلى آثار صحية ضارة، مثل الصداع النصفي ونوبات الربو وصعوبات التنفس والمشكلات العصبية وتهيج العينين والحلق والأنف، وكذلك الغثيان.
وخلال حديث لـ«هُن»، قال الدكتور أحمد طارق، استشاري أمراض القلب والصدرية، إن خطورة معطرات الجو تشبه تأثير الشموع العطرية، إذ تسبب الانبعاثات العضوية الخارجة منها بعض الآثار الصحية السلبية المختلفة، مثل تهيج العينين، الصداع، وتشكل الشموع العطرية خطورة أكبر قد تصل إلى السرطان بفضل احتواء بعضها على مادة الفورمالدهيد.