صحة
تتعرض البلاد غدًا الأربعاء إلى منخفض جوي خماسيني، تصاحبه رياح نشطة محملة بالرمال والأتربة، تصل سرعتها إلى ما بين 40 و60 كيلومترًا في الساعة، ما يؤثر بشكل مباشر على جودة الهواء، ويُشكل تهديدًا صحيًا لفئات عديدة، لا سيما مرضى الجهاز التنفسي.
يقول الدكتور حسام عطية، استشاري الأمراض الصدرية والحساسية، لـ«الوطن»، إن هذا النوع من العواصف الخماسينية، من أخطر الظواهر الجوية على صحة الإنسان، خاصةً لدى الفئات الحساسة، مثل مرضى الربو الشعبي، والحساسية الصدرية، والانسداد الرئوي المزمن، فالجزيئات الدقيقة التي تحملها الرياح، قد تتغلغل إلى أعماق الجهاز التنفسي، مسببة تهيجًا شديدًا، وقد تؤدي إلى نوبات تنفسية حادة، إذا لم يتم التعامل معها بحذر واستعداد مسبق.
ويشير إلى أن أعراض الحساسية التنفسية، قد تظهر لدى البعض بشكل مفاجئ، حتى لو لم يكن يعاني مسبقًا من أمراض صدرية، موضحًا أن الأتربة المحملة بالعناصر الدقيقة، قد تسبب التهابات في الأغشية المخاطية، واحتقانًا في الحلق، وتهيّج العينين، وأحيانًا ضيقًا في التنفس، لذا فإن التحذير لا يخص المرضى فقط، بل يشمل الجميع.

كيف يمكن حماية المرضى داخل المنزل؟
يوضح عطية، أن أولى خطوات الوقاية تبدأ من داخل المنازل، إذ يُستحسن غلق النوافذ والأبواب بإحكام، وتغطية الفتحات باستخدام قماش مبلل لتقليل تسرب الأتربة إلى الداخل، كما يُنصح بعدم تشغيل المراوح أو التكييفات التي تعتمد على سحب الهواء الخارجي، لكونها تسحب الملوثات إلى داخل الغرف.
ويضيف أنه من الأفضل تخصيص غرفة نظيفة ومعزولة جيدًا لأي مريض بالجهاز التنفسي، ويفضّل استخدام أجهزة ترطيب الهواء إن وُجدت، لتقليل التهيج الناتج عن جفاف الجو وتطاير الغبار.
ونصح بتناول السوائل الدافئة بشكل مستمر، فالمشروبات الساخنة مثل النعناع، الينسون، الزنجبيل، أو حتى الماء الدافئ، تساعد كثيرًا على تهدئة الشعب الهوائية، وتقلل من أعراض الاحتقان والالتهاب.
نصائح عند الاضطرار للخروج من المنزل
يؤكد عطية أنه في حال الاضطرار إلى مغادرة المنزل، يجب اتخاذ احتياطات صارمة، منها ارتداء كمامات طبية من نوع N95 أو ما يعادلها، لأنها فعّالة في تصفية الجزيئات الدقيقة، كما يُفضل ارتداء نظارات شمسية لحماية العين من التهيج، وملابس تغطي أغلب أجزاء الجسم، لتقليل التعرض المباشر للغبار.
ويواصل بأنه يفضّل تقليل الحركة في الطرق المفتوحة والصحراوية أثناء ذروة العاصفة، وفي حال اشتداد الرياح بشكل مفاجئ، يجب الاحتماء داخل أي مبنى مغلق فورًا، وعدم الاستمرار في التنقل.

الفئات الأكثر عرضة لمخاطر العواصف
لفت استشاري الأمراض الصدرية، إلى أن هناك فئات يجب عليها توخي الحذر الشديد أثناء العواصف الترابية، في مقدمتها الأطفال، وكبار السن، ومرضى القلب والجهاز التنفسي، إذ أنهم الأكثر تأثرًا بهذه الظروف، نظرًا لضعف المناعة وصعوبة التكيف مع جودة الهواء السيئة.
ووجه تحذيرا لمرضى الربو أو الحساسية المزمنة، إذ طالبهم بأن يحملوا معهم دائمًا أجهزتهم الطبية الخاصة، مثل البخاخات أو موسعات الشعب الهوائية، مع الالتزام بالجرعات الوقائية التي يوصي بها الطبيب.
وبالنسبة للأطفال، أشار إلى ضرورة منعهم تمامًا من الخروج، مع الحرص على غسل الوجه والأنف بشكل منتظم، ومراقبة أي أعراض غير معتادة كالكحة أو ضيق التنفس.

خطوات التعامل مع الأعراض
يؤكد عطية أن التعامل السريع مع الأعراض هو الفيصل في الوقاية من المضاعفات، موضحًا أنه في حال الشعور بكحة مستمرة أو حرقان في الأنف أو ضيق في التنفس، يجب على الفور الانتقال إلى مكان نظيف وجيد التهوية، واستخدام العلاج الموصوف مسبقًا من الطبيب.
وينصح بأن إذا تفاقمت الأعراض، مثل الإحساس بضيق شديد في الصدر أو ضعف في التنفس أو دوخة، فينبغي التوجه الفوري إلى أقرب مستشفى لتلقي الرعاية الطبية العاجلة.
