علاقات و مجتمع
محادثات طويلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، منذ أكثر من عقد مضى، كانت سببًا في تعرف المترجمة بسنت إسماعيل، على أسرة ألمانية، تحديدًا في الوقت التي كانت تدرس فيه اللغة الألمانية بكلية الألسن، فلم تمر المحادثات بينهما مرور الكرام، ولم تتوقف الصداقة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ دعتهم لزيارة مصر مرارًا وتكرارًا، قبل أن يقرر الزوجين «أندريا – ودبيرن» الإقامة في القاهرة.
بيحبوا مصر ويزوروها من 23 سنة
علاقة حب وتعلق، بدأت منذ أكثر من 23 عاما، جمعت بين الزوجين الألمانين ومصر، إذ حرصا على زيارتها 3 مرات سنويًا منذ عام 2000، بحسب حديث «بسنت» لـ«هُن»: «لقيتهم بيحبوا مصر جدًا، وبيزوروها من سنة 2000، بيجوا مصر 3 مرات في السنة، يستمتعوا بيها ويقعدوا في الفنادق ويتفسحوا ويزوروا أماكن مختلفة».
ربما مساعدة الزوجين للفتاة المصرية خلال دراستها عن بُعد، كان سببًا في دعوتهما للزيارة بمنزلها، بدلًا من المكوث بالفنادق: «كانوا بيجوا يقعدوا في أوتيل، فقررت في 2014 أقولهم لما تيجوا تقعدوا عندنا في شقة عمتو، وحصل وقتها ظرف وقررت إنهم لما يجوا مصر يقعدوا في شقتنا إحنا ووالدي رحب جدًا، وكذلك هما، وقعدوا 10 أيام».
الاجواء الأسرية، كانت دافعا لتعلق الأسرة الألمانية، بمصر أكثر من السياحة، إذ انبهار بحالة التقارب بين أبناء الشعب المصري، ومساعدتهم لبعضهم البعض: «بقوا يجوا زيارات كتير، تقريبًا جم بعدها من 10 لـ12 مرة، ويقعدوا عندنا في البيت مرتاحين ومبسوطين».
بعتولي زيارة من 6 سنين
رد الدعوة لم يغفل عن الأسرة الألمانية، إذ قرر الزوجان دعوة «بسنت» للإقامة لديهما بعطلتها في 2016، والتي قابلتها بالترحاب الشديد: «بعتولي دعوة كنت خلاص اتخرجت، وهناك استضفوني أحسن استضافة لمدة 12 يوم، كنت بحس أنهم عيلتي، وكنت بقولهم لازم تعيشوا في مصر، أنتوا خلاص بقيتوا جزء مننا».
سعادة شديدة عاشتها الفتاة المصرية، رفقة الزوجين في ألمانيا، إلا أن طبيعة الشعب الألماني ربما لم ترق لها: «عمليين جدًا، وهناك مفيش ترابط عائلي زينا أو بين الجيران والأصحاب، وده خلاني أقولهم تاني يجوا يقيموا في مصر، خاصة أن سنهم كبير ومحتاجين نكون معاهم وجنبهم».
جبنا ليهم الشقة.. الأسرة الألمانية تستقر في مصر
دعوة لم ترد من «أندريا»، 53 عاما، و«دبيرن»، 63 عامًا، إذ قررا خلال الشهر الماضي، المجيئ إلى مصر بهدف الاستقرار: «السنين عدت من وقت ما كنت عندهم، وأنا اتجوزت، لكن فضلنا على تواصل، ومن شهر واحد بلغوني أنهم جايين يقيموا هنا، لكن بينقلوا حاجتهم من كتب وتماثيل وأنتيكات، وبالفعل جبنا شقة ليهم في المقطم، وبابا ساعدهم يخلصوا ورق الإقامة بالفعل، وبقوا جيرانا ومش مجرد سياحة».
اشتغلوا معايا ومبسوطين
كرم المصريون لم يتوقف على الدعوة وتوفير المسكن، بل قررت بسنت إسماعيل، توفير عمل للزوجين بأكاديمية لتعليم اللغة الألمانية: «أنا وجوزي عندنا أكاديمية، قررنا نوفر ليهم شغل يناسبهم، عشان يقدروا يعيشوا ويكونوا مبسوطين»
التكفل بطفلة في المرج وأعمال خير كثيرة
لم تكن السياحة فقط، مقصد الأسرة في كل زيارة، إذ قرر الزوجان، في إحدى الزيارات التكفل بطفلة من منطقة المرج: «اكتشفت أنهم بيعملوا أعمال خير كترة جدًا في ألمانيا وبلاد كتيرة، وهنا اتعلقوا بالطفلة من سنين، ومتكفلين بكل حاجة تخصها وبيبعتولها دايمًا».