علاقات و مجتمع
عادت إلى الحياة من جديد، الطفلة الفلسطينية «تالا» وبعد أن اعتقدت أسرتها أنها توفيت إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلهم في مخيم اللاجئين، فقد كتب لها النجاة من تحت الأنقاض، حيث قضت 3 أيام تقاوم بجسدها النحيل أطنانا من الركام والتراب.
الطفلة «تالا» تنجو من الموت تحت الأنقاض
وحكت والدة الطفلة «تالا» لحظة سقوط المنزل خلال القصف، إذ كانت الأسرة تتناول الطعام وطلبت ابنتها الصغيرة إعطاء الغداء لأحد أقاربها بالطابق الأعلى، فيما حذرتها الأم خوفا من وجود قصف قريب منهم، إلا أن الطفلة أصرت، ووقع على بيتهم غارة لم تترك فيه شيئا إلا ودمرته وفقا لها: «قلت لتالا ما تروحي عشان خايفة من القصف عليها، وهي طلعت من غير معرفتي، وبعدها القصف دمر المنزل كله، وقدرت أجد أولادي كلهم إلا هي».
صعوبة التعرف على شهداء القصف في غزة
ولأن مستشفيات غزة منهكة، ولم يعد هناك مجال للتحقق من هوية كل ضحايا الحرب، عائلة «تالا» شيعت جثمانها، إلا أنهم اكتشفوا فيما بعد أنها تعود لابنة عمها التي استشهدت برفقة 22 شخصا آخر من العائلة خلال القصف نفسه.
وبعد أيام من البحث وعدم القدرة على إيجادها، اعتقد أهلها أنها توفيت، إلا أن والدتها كانت على يقين أنها على قيد الحياة: «كله قالي إنها ماتت في القصف ودفنوها، لكن قلبي قالي إنها لسه عايشة، وسمعوا صوتها بعد 3 أيام تحت الأنقاض، نقلناها فورا على المستشفى، والحمد لله نجت من الموت».
وبحسب ما نشرته وزارة الصحة الفلسطينية، فقد أودت الحرب بحياة أكثر من ألفي طفل، و4600 شهيد، وأمام مشاهد الموت المستمرة، قرر عدد من الآباء كتابة أسماء أبنائهم على أجسادهم، استعدادا لأي عملية قصف تفرق بينهم، ويتم التعرف عليهم بسهولة في حالة إذا استشهدوا.