04:57 م
الأربعاء 24 مايو 2023
كـتب- علي شبل:
لاتزال الأصداء مستمرة حول “الطلب” المقدم من المحامي عبد الحميد رحيم، لمجلس النواب المصري، للتصدى لمسألة “تخبيب الزوجة على زوجها”، وذلك لوضع مادة لها في مشروع قانون للأحوال الشخصية تتوافق مع متغيرات العصر من تقدم تكنولوجي يستلزم استحداث نصوص قانونية للحفاظ على تماسك الأسرة المصرية، خاصة بعد رصد آلاف الحالات والقضايا المقدمة على الخلع أو الطلاق خلفها من يحرضون الزوجة على الطلاق بالتلاعب بمشاعرها وعاطفتها والإيقاع بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وإفسادها على وجها وأسرتها، بإيهامها أو بوعدها للزواج منها وهو ما يطلق عليه شرعا بـ”التخبيب”.
ما معنى التخبيب، وحكمه في الشرع، وكيف عالج تلك المسألة، وهل هناك دول أخرى وضعت تشريعا لمنع تلك الظاهرة؟… هذا ما يرصده مصراوي في التقرير التالي:
ما هو التخبيب؟
التخبيب، هو إفساد شخص على شخص آخر، وللتخبيب صور كثيرة، ولكن الصورة الأكثر شيوعا بين الناس، والتي تعتبر من أشر أنواع التخبيب، هي إفساد قلب المرأة الصالحة على زوجها بهدف التفريق بينهما لسبب ما، وهو أمر محرم منكر شرعًا، وتترب عليه مفاسد كبيرة، فتخبيب المرأة على زوجها بإفسادها عليه بإغرائها بطلب الطلاق أو العكس، هو عمل عظيم الإثم، فقد ورد عن أبي هريرة رضى الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا، أَوْ عَبْدًا عَلَى سَيِّدِهِ”.
ما حكم التخبيب شرعًا؟
أما حكمه فهو حرام شرعًا، وفق لجان الفتوى الرئيسة بالأزهر ودار الإفتاء، بل من كبائر الذنوب؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «وَمَنْ أَفْسَدَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا فَلَيْسَ مِنَّا» رواه ابن حبان. وهو من فعل إبليس؛ كما ورد في الحديث النبوي، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ خَبٌّ…”، لأن التخبب هو عمل يفرح به الشيطان فرحا عظيما، فعن حاب رضي الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: مَا صَنَعْتَ شَيْئًا، قَالَ ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ، قَالَ: فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ: نِعْمَ أَنْتَ”.
مقترح قانوني
يذكر أن مقترح المحامي الأسري والخبير في قضايا الأحوال الشخصية، عبد الحميد رحيم، إلى رئيس النواب، تضمن إضافة مادة في مشروع قانون الأحوال الشخصية المزمع عرضه، تمنع وتعاقب ما يعرف بـ “تخبيب المرأة”، حيث تنص المادة المقترحة، على أنه لا يجوز أن يتزوج الرجل امرأة أفسدها على زوجها، أو حرضها على الطلاق منه للزواج بها، إلا إذا عادت إلى زوجها الأول ثم طلقها ومات عنها”.
والتخبيب في حقيقة الأمر ليس قاصرا على الأصدقاء أو العلاقات المحرمة بل تتواجد بعض الحالات الأخرى داخل محيط الأسرة، سواء من جهة أم الزوجة التي قد تخبب ابنتها على زوجها مثل منعها من العودة إلى منزل الزوجية في حال حدوث شد بينهما، أو يقوم والد الزوجة بالتواصل مع زوج الابنة ويأمره بتطليقها، ولكن إذا كان يوجد مصلحة مترتبة على الطلاق فإن الأمر لا يصبح تخبيبا.
عقوبة التخبيب في التشريعات العربية
والتخبيب في التشريعات العربية لم تتطرق له سوى 3 دول عربية، هي السعودية والكويت والأردن، فاعتبره المشرع السعودي جريمة يعاقب عليها القانون بأشد العقوبات، حيث إنها تعتبر من القضايا الجنائية، وعقوبتها، الحبس مع التعزير، مستمدا تلك العقوبة من الشريعة الإسلامية، وهذا يعني أن عقوبة جريمته تعود للقاضي الناظر في الدعوى.
وفي دولة الكويت ووفقًا لما جاء في نص المادة 23، من قانون الأحوال الشخصية: “لا يجوز للرجل الذي خبب امرأة على زوجها أن يتزوجها إلا بشرط أن تعود إلى زوجها أولًا فيطلقها، أو يموت عنها”.
وقد أوضحت دولة الكويت سبب هذا القانون فقالت إن التفريق بين المرأة وزوجها من أشر الأفعال، سواء كان بتخبيبها بالمال، أو الوعد بالزواج، أو غيرها من الأمور الخبيثة، حتى تضطر المرأة لترك زوجها، والذهاب لشخص آخر، وكان الهدف من هذا القانون هو حماية الأسرة المسلمة وصيانتها.
أما قانون العقوبات الأردني، فقد أفرد نصًا لتلك الجريمة عاقب من خلاله كل من يحرض امرأة سواء أكان لها زوج أم لم يكن على ترك بيتها، لتلحق برجل غريب عنها أو أفسدها عن زوجها لإخلال الرابطة الزوجية بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر.
اقرأ أيضًا:
بعد حمل فتاة من والدها.. ما عقوبة الشرع لزناة المحارم وهل يجهض ابن الزنى؟
الإفتاء تحسم جدل الاشتراك في الأضحية بخروف أو سُبع بقرة: هذا ما يجزئ شرعًا
هل يحق للزوج هجر زوجته ولا يجامعها بالشهر والشهرين؟.. أستاذ بالأزهر يجيب
بلوجرز أردنية تستعين بآية قرآنية وتخلع الحجاب وتثير الجدل.. وهذا رأي الشرع