10:29 م
الإثنين 04 مارس 2024
كتب – علي شبل:
بعد أمر النائب العام المستشار محمد شوقي، بإجراء التحقيقات فيما أثير على بعض مواقع التواصل الإعلامي من وقائع نشر أخبارٍ كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام، وإلقاء الرعب بين الناس حول واقعة وفاة طالبة جامعة العريش، نيرة صلاح، كان للشرع الحنيف السبق في وضع ضوابط تمنع وتحذر من الخوض في سيرة وأعراض المتوفى والتشهير به .
حكم التشهير بالناس وكشف عوراتهم
حذرت دار الإفتاء المصرية من نَشْر الفضائح الأخلاقية على “السوشيال ميديا” للانتقام والتشفي إشاعة للفاحشة في المجتمع، قائلة إن نَشْر الفضائح الأخلاقية على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الانتقام والتشفي –تعليقًا أو مشاركةً أو إعجابًا- حول ما نُشِر؛ فيه إشاعة للفاحشة في المجتمع، وهي جريمة حَذَّر منها الحق سبحانه وتعالى؛ وذلك في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [النور: 19]. والآية عامة في الذين يَلتمسون العورات، ويهتكون الستور، ويشيعون الفواحش.
وأوضحت الدار في فتوى لها أن الإسلام قد جعل إشاعة الفاحشة مساوية في الوِزْر لفعلها؛ لعِظَم الضرر المترتب في الحالتين؛ فقد أخرج الإمام البخاري في “الأدب”، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: «القائل للفاحشة والذي يشيع بها في الإثم سواء»، وقال عطاء رضي الله عنه: «من أشاع الفاحشة فعليه النكال، وإن كان صادقًا».
وأضافت الفتوى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رَتَّب على هذه الجريمة عقوبة عظيمة فقال: «أيما رجل أشاع على رجل مسلم بكلمةٍ هو منها بريء يشينه بها في الدنيا؛ كان حقًّا على الله أن يذيبه يوم القيامة في النار حتى يأتي بنفاذ ما قال».
حكم من يذكر الميت بسوء
وكان الدكتور عطية صقر، نائب مفتي الجمهورية الأسبق، انه عندما يموت إنسان له شأن فى الدنيا يتحدث الناس عنه إما بالخير وإما بالشر، والحديث بالخير إشادة بذكره وتكريم له، وتعزية لأهله أن الناس راضون عنه ، والحديث بالشر تشويه لسمعته وإهانة له، وزيادة ألم على أهله، وقد يقصد به التشفي الذى يورث الأحقاد التى ربما تؤدى إلى نزاع يحتدم ويشتد وتكون له آثاره السيئة.
وتابع صقر قائلًا، في نص فتواها عبر بوابة الدار الرسمية : “إن النبى صلى الله عليه وسلم نهى أن يذكر الأموات بالسوء إذا كان ذلك للتشفى من أهله، فذلك يغيظهم ويؤذيهم، والإسلام ينهى عن الإيذاء لغير ذنب جناه الإنسان ، ولا يؤثر على منزلته عند الله الذى يحاسبه على عمله . وقد قال صلى الله عليه وسلم فى قتلى بدر من المشركين “لا تسبوا هؤلاء فإنه لا يخلص إليهم شىء مما تقولون ، وتؤذون الأحياء” وعندما سب رجل أبًا للعباس كان فى الجاهلية كادت تقوم فتنة ، فنهى عن ذلك.
واختتم صقر فتواه قائلًا: “إنه من الأولى أن ينشغل المرء بعيوب نفسه، ولا يتورط فى سب إنسان قد يكون بريئا عند الله ، إلا إذا دعت إلى ذلك حاجة أو ضرورة ، وهى تقدر بقدرها”.
أما الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، فأوضح حكم من يذكر الميت بسوء، قائلا إنه لا يجب ولا يصح أن يذكر الإنسان غيره بما يعيبه أو بسوء، لقوله صلى الله عليه وسلم: “أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ: ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ ، قِيلَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ ؟ قَالَ : “إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ”.
وأضاف «ممدوح» خلال لقاء سابق ببرنامج «فتاوى الناس» المذاع عبر فضائية «الناس»، فى إجابته على سؤال مضمونه:- ما هو جزاء من يذكر الميت بسوء؟”، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حثنا على عدم ذكر الغير بسوء كذلك عدم ذكر الميت بسوء لقوله صلى الله عليه وسلم: “اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم”.
وتابع: “فمن أسأء الظن بالمتوفى ودعا الآخرين الى إساءة الظن به فضلًا عن انه من الممكن ان يسبب الحزن لأهله فتكون بذلك خالفت الأمر النبوي فى الاقتصار على ذكر محاسن الموتى وخالفت الأمر بالستر «مَنْ سَتَرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فِي الدُّنْيَا سَتَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الدُّنْيَا وَالآخرةِ، وَمَنْ نَفَّسَ عَنْ أَخِيهِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرَبَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَاللَّهُ تَعَالَى فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ»
اقرأ أيضاً:
تزوجت أجنبية بغرض الجنسية فما حكم الزواج منها؟.. عالم أزهري يوضح الرأي الشرعي