صحة
ساعات طويلة من الجراحة وصلت إلى 17 ساعة، أجرى خلالها الجراحون أول عملية زراعة رحم في المملكة المتحدة؛ لشقيقتين إحداهن أم لطفلين، والأخرى عانت من مرض نادر جعلها تستأصل رحمها في عمر صغير، وكان لنجاح العملية فرحة كبيرة غمرت قلوبهن، لأن الشقيقة الصغرى التي رفضت الكشف عن اسمها كانت تتمنى إنجاب طفل، وحُرمت من تلك الفرصة بعد حرمانها من رحمها.
أول عملية زراعة رحم في بريطانيا
بعد سنوات من رؤية شقيقتها تعاني من عدم القدرة على الإنجاب، قررت الشقيقة الكبرى التبرع لشقيقتها الصغرى برحمها، فقد وصلت للأربعين من عمرها وانجبت بالفعل طفلين، أما شقيقتها التي وصلت منتصف الثلاثينات من عمرها مازلت تبحث عن رحم يساعدها على إنجاب أطفال، وبالفعل أجرى الجراحون في أكسفورد أول عملية زرع رحم في المملكة المتحدة.
ويقول الأطباء إنّ الشقيقتين تعافيتا من الجراحة بشكل جيد، وتخطط الشقيقة الصغرى الآن لإجراء التلقيح الصناعي قريبا باستخدام الأجنة الموجودة في مختبر خاص في المستشفى، والتي تعود للشقيقة الصغرى وزوجها، إذ كانا قد قررا تجميدها سابقا، بحسب موقع «bbc».
فريق جراحة مكون من 20 طبيبا
كان الفريق الذي أجرى الجراحة لكونها الأولى من نوعها في بريطانيا، مكونًا من حوالي 20 شخصا، واستمرت نحو 17 ساعة في غرفة عمليات بمستشفى تشرتشل، كما أمضى البروفيسور ريتشارد سميث، المتخصص في الأمراض النسائية، الذي قاد فريق زراعة الأعضاء، 25 عاما في البحث في زراعة الرحم، وقال لبي بي سي إن هذه العملية تمثل «نجاحا هائلا، وكان الأمر مثيرًا للعواطف، لقد غرغرت أعيننا بدموع الفرح».
أما الجرّاحة المختصة بزراعة الأعضاء، إيزابيل كويروجا، التي قادت فريق زراعة الرحم، قالت إن المتلقية كانت سعيدة:«لقد كانت في غاية السعادة ومبتهجة للغاية، وتأمل أن تتمكن من إنجاب طفلين وليس طفلا واحدا، ورحمها الآن يقوم بوظائفه بشكل جيد تماما، كما أننا نراقب تحسنها عن كثب».
كما أن الدورة الشهرية الأولى للسيدة بدأت بعد أسبوعين من الجراحة، ومثل كافة من يخضعون لعمليات زراعة الأعضاء، تحتاج إلى تناول أدوية مثبطة للمناعة دون رفض جسمها للأنسجة الجديدة، وفي وقت لاحق ستجرى لها عملية استئصال الرحم بعد أن تحمل مرتين كحد أقصى.
إمكانية زراعة الرحم والحمل
ومن جانبها قالت الدكتورة راندا فخرالدين، أستاذ النساء والتوليد في تصريحات لـ«هُن»، إنّ عملية زراعة الرحم مثلها مثل باقي عمليات زراعة الأعضاء قائلة، «عادي جدًا زيه زي زراعة أي عضو في الجسم، بس احنا بنستنى نشوف ياترى هيحصل توافق بينه وبين الجسم اللي انتقله؛ وبالنسبة إن السيدة المتبرعة كبيرة في السن مثلا أو صغيرة دا مبيفرقش وملهاش علاقة، لأن الرحم بيعتمد على هرمونات المرأة اللي هو موجود فيها، لو الهرمونات قوية والتبويض بتاعها طبيعي الرحم هيستجيب وهيحصل حمل».
عمليات جراحة الرحم
ولم تكن عملية زراعة الرحم هي الأولى في العالم لكنها من العمليات القليلة جدًا، فقد كانت أول عملية من ذلك النوع في عام 2014، إذ أجريت أول مرة لسيدة في السويد وكانت أول سيدة تنجب طفلا نتيجة عملية زرع رحم؛ تلقت حينها رحمًا تم التبرع به من قبل صديقة لها في الستينات من عمرها، ومنذ ذلك الحين، أُجريت 100 عملية زرع رحم في جميع أنحاء العالم، وولد نتيجة ذلك حوالي 50 طفلاً، معظمهم في الولايات المتحدة والسويد.