صحة
جهود حثيثة تبذلها الدولة للحفاظ على صحة المواطنين وحمايتهم من الأمراض، تواصلت بضم الكشف المبكر عن الأورام السرطانية «الرئة، البروستاتا، القولون، عنق الرحم» لمبادرة «100 مليون صحة»، التي تقدم خدماتها الطبية بالمجان، لتنطلق بالفعل المرحلة الأولى يوم 11 يونيو الماضي بمحافظات «الإسكندرية، البحيرة، مطروح، دمياط، القليوبية، الفيوم، أسيوط، بورسعيد، جنوب سيناء»، وتعد هذه الأنواع من السرطانات على رأسها سرطان عنق الرحم، من الأمراض التي ينقصها الوعي المعلوماتي رغم انتشارها.
أعراض سرطان عنق الرحم
تقول الدكتورة هند صلاح عبد المنعم أستاذ مساعد النساء والتوليد كلية الطب جامعة الأزهر، إن سرطان عنق الرحم من أشهر أنواع السرطانات بالنسبة لأمراض النساء، مشيرة إلى أن الأعراض تظهر في البداية كآلام بالظهر، أو وجود دم غير مرتبط بأوقات الطمث، ويعد ظهور دم بعد العلاقة الزوجية، أكثر الأعراض شيوعًأ وانتشارًا لسرطان عنق الرحم.
وعن أسباب الإصابة بسرطان عنق الرحم، توضح أستاذ مساعد النساء والتوليد بطب الأزهر في حديثها لـ«الوطن»، أن تعدد مرات الحمل والولادة وتعدد العلاقات الجنسية، سواء للزوج أو الزوجة أبرز أسباب الإصابة بسرطان عن الرحم، إذ أن الإصابة تكون ناتجة عن وجود فيروس معدي يسمى «Human Papilloma Virus HPV» ينتقل بين الأشخاص عن طريق الاتصال الجنسي، لافتة إلى أنه يصيب الإنسان فقط، وتكمن خطورته في متحورات الفيروس، وأنه قد يستمر كامن لفترات طويلة بالخلايا السطحية بعنق الرحم، تصل إلى 10 سنوات حتى يظهر بعدها على صورة سرطان بعنق الرحم.
طرق اكتشاف سرطان عنق الرحم
لفتت «هند»، إلى أن الفيروسات المسببة لسرطان عنق الرحم تصل لأكثر من 100 نوع، بينهم نوعين وهم: «فيروس 6 و11» المصنفين بأنهم الأكثر خطورة، إضافة لبعض الأنواع الأخرى التي قد تكون خطيرة على المدى الطويل، مشيرة إلى أن اكتشاف المرض يتم من خلال مسحة لعنق الرحم وعمل منظار لعنق الرحم بالمستشفيات، إذ يوصى بهذه الفحوصات من قبل الأطباء للسيدات أصحاب الشكوى من وجود التهابات متكررة أو لديهم تضخم بعنق الرحم، أو الحالت التي يتضمن تاريخها وجود علاقات جنسية متعددة للزوج.
وكشفت وجود بعض الحالات المصابة بسرطان عنق الرحم، لم تظهر عليهم أي أعراض نهائيًا، ويتم التعامل معها بسرعة تفاديًا لحدوث أي مضاعفات صحية، مشيرة إلى أهمية الكشف الدوري لسرطان الرحم، والحصول على تطعيم عنق الرحم من سن 9 إلى 11 عامع للفتيات، غير أن عدد قليل من الفتيات يحصلون عليه كونه غير إجباري وباهظ الثمن.
علاج سرطان عنق الرحم
أكملت أستاذ مساعد النساء والتوليد بطب الأزهر، أن التطعيم يكون عديم الفائدة إذا كانت الإصابة موجودة بالفعل، إذ يتم التعامل مع كل حالة على حدة، حسب حجم الإصابة وشكل خلايا عنق الرحم، والتغيير الذي أصابها، مشيرة إلى أن بعض الفيروسات يتم الشفاء منها بصورة طبيعية نتيجة مقاومة الجهاز المناعي للجسم.
وأكدت أن علاج الفيروس المسبب لسرطان عنق الرحم، يتضمن أدوية تزيد من مناعة الجسم، لمقاومة الفيروس والتخلص منه، لذا تعد حالات السيدات التي تعاني من الأمراض المناعية، أو تلك التي تحصل على الكورتيزون كجزء من العلاج أو السيدات من أصحاب مرضى السكري الأكثر تأثرًا بالفيروس، كونه يتمكن من الجسم بصورة أسرع.
وأعربت أستاذ مساعد النساء والتوليد كلية الطب جامعة الأزهر، عن سعادتها البالغة وزملائها بتضمين سرطان عنق الرحم بمبادرة 100 مليون صحة، ووصفت الخطوة بـ«الممتازة»، إذ أن الكشف المبكر عن المرض سيسهل من طرق العلاج، وسيضع مصر في مكانة متقدمة في القضاء على المرض، أسوة بفيروس سي وفيروس بي، خاصة أن سرطان عنق الرحم من الأمراض التي لا تحظى بوعي مجتمعي.