علاقات و مجتمع
«هنا القاهرة» في مثل هذا اليوم منذ 89 عامًا، كانت أول الكلمات التى انطلقت عبر أثير الإذاعة المصرية عند افتتاحها فى 31 مايو عام 1934، ليصبح ذلك اليوم عيدًا للإذاعة المصرية، التي لم تغب عنها النساء الرائدات اللائي أبرزن موهبتهن عبر الميكروفون، وأثبتن منذ اللحظة الأولى قدرتهن على تقديم برامج تركت أثرًا مضيئًا في المجتمع المصري.
وبمناسبة مرور 89 عامًا على تأسيس الإذاعة المصرية، يستعرض «هن» أبرز رائدات الإذاعة والمواقف الإيجابية، اللائي سرعان ما تتذكرها مجرد ذكر أسمائهن على المسامع.
صفية المهندس.. مذيعة بدرجة مأذونة
«أم الإذاعيين» هكذا لقبت الإذاعية صفية المهندس، أول امرأة تتولى منصب رئيس الإذاعة المصرية في عام 1976، ومن بعدها أصبحت رئيسًا للإنتاج الإعلامي المسموع بمجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وقبل هذه المناصب التي أثبتت فيها جدارتها، قدمت الإذاعية القديرة برنامج «ربات البيوت»، الذي زاد من تماسك الأسرة المصرية وبنائها.
ومن المواقف الشهيرة للإذاعية الراحلة، نجاحها في إعادة زوجة تركت منزل زوجها في بنها، رغم أنها لم تذهب إلى منزلها، لكن من خلال منبرها الإذاعي تمكنت من حل المشكلة، بعدما استنجد الزوج بصفية المهندس، وبالفعل استجابت الإذاعية لمشكلة الزوج، وأذاعت له أغنية «على الحلوة والمرة» للفنان الراحل عبد الغني السيد.
نجوى أبو النجا.. إذاعية لكل العرب
مجموعة من البرامج المميزة قدمتها الإذاعية نجوى أبو النجا، التي تولت المناصب القيادية في الإذاعة، من بينها رئيس شبكة إذاعة الرياضة والشباب، لكن من قبلها قضت «نجوى» قرابة ثلاثة عقود في إذاعة صوت العرب، التي تميزت من خلالها ببرنامج «أضواء على الجانب الآخر»، وهو الأبرز في تاريخ «أبوالنجا»، إذ استمر أكثر من 20 عامًا، ليكشف عن دستور حياة الشخصيات العامة.
وكانت أولى حلقات البرنامج مع المهندس سيد مرعي، حين كان رئيسا لمجلس الأمة آنذاك، وحاورت «أبو النجا» عديد من الزعماء العرب، من بينهم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وفي حوار سابق للإذاعية الراحلة مع «الوطن»، تحدثت عن كواليس اللقاء الذي جمعها الزعيم الراحل حين سألها: «هل أنت قادرة على طهي المحشي؟».
ومن الزعيم الفلسطيني إلى الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي، إذ كشفت «أبو النجا» في حوارها السابق: «كان بسيط، كان بيقول تقيس نضافة المكان بنضافة الحمام»، بخلاف عدد كثير من الشخصيات السياسية، ومنهم المشير أبو غزالة، الذي نجحت في إظهار الجانب الخفي من شخصيته، من خفة دم وطيبة قلبه مع أولاده.
فايزة واصف.. حلالة المشاكل
«حياتي» البرنامج الذي عكفت من خلاله الإذاعية القديرة فايزة واصف، على حل مشكلات المواطنين، ومن خلال حوارها السابق لـ«الوطن» كشفت كواليس البرنامج الذي كان اسمه في البداية «مشاكل وآراء»، معتمدًا على ظهور أصحاب المشكلة على الهواء، لكنه القرار الذي عكفت على تعديله وعرضت المشكلة دون أصحابها، معتمدة على تمثيل المشكلة، ولاقت الفكرة نجاحًا جماهيريًا، وشاركها عدد كبير من النجوم، آنذاك، في تمثيل المشكلات، منهم سهير البابلي، ليلى طاهر.
مئات من الجوابات محملة بهموم ومشكلات المواطنين، اعتادت «فايزة» على استقبالها خلال الأسبوع، واستمر البرنامج لمدة ثلاثة عقود، ورغم ابتعاد الإذاعية عن الشاشة لمدة طويلة بعد انتهاء البرنامج، ظلت تعرف بـ«حلالة المشاكل»، وتذكرت «واصف» خلال لقائها السابق مع «الوطن»: «واحدة كلمتني على التليفون الساعة 12 بليل.. فى البداية قالتلى متقفليش السكة، قولتلها أنتى بتستجدنى بيا وأنا مقدرش أعمل كده، وكانت المشكلة بينها وبين زوجها، وطلبت منها أكلمه، وفضلت معاهم لغاية ما حلينا المشكلة بالتليفون».
أبلة فضيلة.. غنوة وحدوتة
في يوم الإذاعة المصرية، لا بد من ذكر «أبلة فضيلة» إحدى رائدات الإذاعة المصرية، التي اكتسبت شهرتها منذ بداية ستينات القرن الماضي، عندما اختارها الإذاعي الكبير محمد محمود شعبان «بابا شارو»، لتحل محله في تقديم برنامج «غنوة وحدوتة» في عام 1959، البرنامج الذي دخل قلوب الأطفال وقدمت أشهر برنامج أطفال حينها «غنوة وحدوتة»، واستضافت فيه شخصيات كثيرة بارزة منهم نجيب محفوظ وأنيس منصور والدكتور فاروق الباز ومحمد عبد الوهاب وكامل الشناوي وسيد مكاوي وعبد الحليم حافظ والدكتور يحيى الرخاوي.