علاقات و مجتمع
جهاز العروسة أول ما يشغل بال الأمهات ويعد عبئًا اجتماعيًا على الأسر، فرضته العادات عليهم، والقليل من يستطيع كسر بعض من تقاليده التي تثقل الأهالي من تكاليفه العالية، وهو ما جعل «رؤوف»، صاحب محل أجهزة منزلية، ينشغل بحال الأسر التي تنفق الكثير في أجهزة حتى يواكبوا العادات وخاصة الشراء للفتيات منذ نعومة أظافرهم، اعتقادًا منهم أن ذلك ييسر عليهم التكاليف، وبعد مدة تكتشف أنها لا تحتاجها أو أنها لم تعد مناسبة للعصر، ومن هنا خطرت له فكرة جديدة باستبدال الأجهزة المنزلية القديمة بأخرى حديثة بسعر اليوم.
مشروع «رؤوف» لبيع الأجهزة المنزلية
فتح الشاب الثلاثيني متجرًا لبيع الأجهزة المنزلية في الوراق، لتحقيق حلمه في البداية بمشروع بسيط يهدف إلى البيع والشراء والتجارة، وجزء منه لمساعدة الناس، يقول «رؤوف» لـ«الوطن»، إنه أراد فتح محل أجهزة منزلية، وبدأ مشروعه في عام 2012، وكان كل ما يريده هو البيع ومساعدة العرائس والفتيات في شراء الأجهزة المنزلية المناسبة للعرائس والمنازل.
تبديل الأجهزة بسعر اليوم
ومع التكاليف الباهظة التي تعيشها الأسر لشراء «جهاز العروسة»، فكر رؤوف في فكرة تبديل الأجهزة، قائلا «الأم إذا كانت قد أشتريت أشياء منذ فترة للفتاة في الجهاز وأصبح الآن الجهاز أو الأداة المنزلية لا تروق لها ولا تعجبها أو مر عليها وقت طويل وأصبحت لا تريده، فأقوم باستبدال الأشياء التي لا تريدها بأخرى جديدة وبنفس سعر اليوم»، متابعا «لو اشترت حلة زمان بـ100 جنيه، وتمنها دلوقتي بألف جنيه، بتديهالي وتاخد جهاز بقيمة الألف جنيه».
فكرة إطلاق فيديوهات أجهزة المنزل
ومع فكرة «رؤوف» لمساعدة الأسر في الناحية المادية لتجهيز العرائس، فوفر عليهم معاناة التفكير في الأدوات الأساسية وعيوب كل منتج ومميزاته من خلال فيديوهات قصيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيقدم النصائح لها حتى تشتري أشياء صحيحة حسب الميزانية ومفيدة للمنزل في نفس الوقت، «بفكر دايما في تقديم حاجات جديدة وحاجات من بلادنا لأهالينا».
«رؤوف»: إعانة الأمهات هدفي
وعن مصير الأجهزة القديمة التي يأخذها من الأمهات، فيقول رؤوف إنه يقيّمها ويبيعها للمحلات التي تعمل في الأجهزة القديمة والأنتيكات، أو يعرضها إذا عجب عروسة أخرى يبيعه لها بسعره القديم، فيقول رؤوف إنّ أهم ما يريده هو إعانة الأمهات والفتيات على الحياة بقدر ما يستطيع، وبدأت الأمهات الاستفادة من هذه الفكرة، مشيرا إلى أنّ المبادرة لاقت الكثير من ردود الأفعال، إذ قالت له إحدى الزبائن، «توفيت أمي منذ 6 شهور ولم تتمكن من شراء جهازي، وأنا كنت لم أعرف شيء، ولكن عندما سمعتك بكيت لأنها إشارة من الله في مساعدتي، ربنا يرزقك ويفرح قلبك على مساعدة الجميع».