علاقات و مجتمع
بابتسامة رضا وأمل، تقف بسمة حسين بين الأجهزة الكهربائية المختلفة التي قررت أن تخوض تجربتها الخاصة في إصلاحها؛ فبعد دراسة التمريض قررت أن تصبح مهنة أبيها مهنتها هي الأخرى، وذلك في إحدى قرى الصعيد التي تخلو من وجود سيدة تعمل في الصيانة، فمنذ نعومة أظافرها تقف بجانب الأب الذي يحصل قوت يومه من إصلاح الأدوات المنزلية من خلاط، غسالة وغيرها من الأجهزة، وبدعم الأب لها قتلت رهبتها لتصبح الفتاة واحدة من أسطوات المهنة في قريتها بأسيوط.
بداية عملها في صيانة الأجهزة الكهربائية
لا تنكر بسمة حسين، 20 عامًا أنها في البداية وجدت صعوبات في تعلم وممارسة صيانة الأجهزة الكهربائية؛ الخوف من الكهرباء صيانة أجهزة قد تمثل لها خطرًا، لكن سنوات التعلم التي بدأت من صغرها ودعم الأب كانت أهم عوامل كسر الخوف، تروي لـ«الوطن» حبها الذي قتل الخوف من ممارسة هوايتها: «كنت شايفة والدي شغال فيها من زمان وبقف جنبه أتعلم منه، في البداية خوفت من الكهربا وبعدين اتعودت على الشغل، ووالدي تابعني من البداية وزرع جوايا الثقة في نفسي وبقيت واثقة إنها حاجة مش مسببالي ضرر، لما بدأت كنت في سن 12 سنة ودرست التمريض عشان أكمل تعليم، كنت بقعد مع والدي وعرفت الصنعة وبقت هي هوايتي، واعتمدت على نفسي في تصليح الأجهزة وأتعامل مع الناس مباشرة ووالدي سابلي الفرصة أكمل مكانه وهو يتابعني».
كيف زرعت ثقة الناس بها؟
كان للأب الذي احترف مهنة صيانة الأجهزة الكربائية لسنوات دور في ثقة الناس بها التي منحتها بعد ذلك الثقة في نفسها، ففي الـ15 من عمرها بدأت الزبائن تسأل عنها في وجود الأب وغيابه، لأنه أول من جعلها تثق في قدراتها وترك لها المجال للتعامل مع الناس، وهي بعد ذلك اكتسبت ثقتهم بمهارتها وسرعتها في إنجاز طلبهم: «لو بابا مش متاح في البيت الناس تجيلي وكمان مش متاح عندنا سيدات شغاله فى هذه الصنعة بالنسبة، والناس كلها شجعتني، لما بروح الشغل ببقى مبسوطة خالص ومش بخلي الأجهزة فترات طويلة عندي بعملها وأظبطها في اسرع وقت وبحاول أساعد الزبون ييجي ويحب يتعامل معايا إني أصلح الحاجه بشكل أفضل وفي أسرع وقت».
وبرضى تام تستكمل أنها قد تعاني من بعض الصعوبات لكنها تحب عملها وتلك المشاكل التقنية البسيطة لا تمثل عائقًا في طريقها: «مفيش تعب وإرهاق كبير بس ساعات اللحام بس أو تركيب مطور أوقات بيكون صعب».
أما عن أبرز الأجهزة التي تقوم بإصلاحها قالت: «خلاط مطحنة كبة كاتل فرن مكرويف مكوة غساةه مروحه ثلاجات وشحن برضو سخان ولو فيه أي سلك أو أعطال تاني في المنزل».