علاقات و مجتمع
الأطباق المصرية بأصنافها المختلفة عادة ما تكون حاضرة في العديد من المواقف الطريفة خارج مصر، إذ أنها تعد واحدة من طرق التعبير الأساسية التي يعبر المصري من خلالها عن ثقافته، والاعتزاز بها كوسيلة للفخر أمام شعوب دول العالم الأخرى، وهو ما قام به الشاب العشريني، محمد يسري الصادق، لتقديم الشكر والامتنان لإحدى الأسر الأمريكية التي استضافته لفترة طويلة من الوقت، في أثناء دراسته للطب بجامعة هارفارد.
تفوق بالثانوية العامة وسفر للخارج
قبل سنوات قليلة تخرج الشاب محمد يسري الصادق، صاحب الـ21 عامًا، في مدرسة المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا في مرحلة الثانوية العامة بدرجة كبيرة من التفوق، إذ حصد المركز الأول على مستوى الجمهورية في شعبة علمي علوم، لينتقل بعدها لاستكمال دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ يقوم بتحضير البكالوريوس بجامعة «Minerva University» بالعلوم الحيوية وعلوم الكمبيوتر، وفق حديثه لـ«هن».
خلال فترة توقف الدراسة يحصل الطلاب على ما يُعرف بجزء التدريب، وهو ما يخضع له «يسري»، إذ يعد حاليًا كـ باحث في كلية الطب بجامعة هارفارد، وهو ما كان السبب خلف تعرفه على الأسرة الأمريكية.
التعرف على الأسرة والعيش معها
خلال فترة التدريب توفر الجامعة لكل طالب سكن خاص؛ لكن انتقال «يسري» مبكرًا لولاية ماساتشوستس حيث تقع جامعة هارفارد، كان السبب خلف تعارفه على الأسرة المستضيفة له، «روحت قبل ما أبدأ التدريب في الجامعة واستلام السكن بشهر عشان كنت بخلص أوراق خاصة بيا، وصديق ليا بالتدريب عرض عليا إن أسرته تستضيفني خلال الفترة دي لحد استلام السكن وإنهم مرحبين بالفكرة».
الشعور بالدفء والأمان أمر انتاب محمد يسري وكأنه في موطنه عندما دخل إلى منزل هذه الأسرة الأمريكية، إذ أنه أفرادها يتمتعون جميعهم باحترام الغير وكذلك الثقافات المختلفة، كما أنهم وفروا كافة سبل الحياة اليومية للطالب المصري دون الحصول على أي مقابل، «لي الأوضة بتاعتي والحمام، وقاعد معاهم كأني زي ابنهم، بروح معاهم أي مناسبة بيعزموني وبتعرف على الناس جيرانهم وأصحابهم، وبطبخ نعمل الأكل سوا».
مكافأة مصرية للأسرة الأمريكية
بلافتة بسيطة كصورة من رد الجَميل للأسرة الأمريكية، حاول الشاب العشريني التعبير عن الشكر والامتنان لهم، وذلك من خلال تقديم مجموعة من أطباق الأكلات المصرية، التي نالت إعجاب أفراد العائلة المستضيفة له بقوة، حيث شملت تلك الأصناف كل من، محشي الكرنب، والبامية، والسمك السنجاري الإسكندراني، إلى جانب أرز بالخلطة وأرز الصيادية، وصينية دجاج في الفرن.
بصدر رحب وشعور بالسعادة استقبل جميع أفراد الأسرة الأمريكية خطوات تحضير تلك الأطباق المصرية الشهية، إذ ساعدوا «يسري» في تحضيرها أيضًا، وهو ما ترك في نفوسهم اعتزازًا كبيرًا بتعلم وصفات أطعمة من ثقافة جديدة لهم.