علاقات و مجتمع
يقف ممسكا هاتفه، منعزلًا عن العالم والبشر، غارقاً في تصفح التطبيقات واحدا تلو الآخر، حتى أن رأسه لم يعد يشعر بها، لكثرة الأفكار الزائفة التي تشربتها، فلم يعد يدرك هويته، فقد ذابت بين صفحات السوشيال ميديا، حالة كثير من شباب الأجيال الحالية والسابقة، دفعت طلاب إعدادي بكلية الفنون الجميلة، لتجسيد تأثير الإنترنت على رواده، في مجسم فريد من نوعه، يوضح مدى الهوس غير الطبيعي الذي طالهم.
وبسبب التطور التكنولوجي، أصبحت رؤية الشباب لشاشات الهواتف أكثر من النظر في وجوه عائلاتهم أو أصدقائهم، فكل منهم يختلق شخصية غير حقيقة يعيش فيها بوحي خياله حتى صدقها، وتحول ذلك إلى تعلق لا شعوري بعالم التكنولوجيا بحسب ما ذكرته الطالبة نسمة حسن، المشاركة في مشروع مادة «إعادة التدوير».
«برعي حوارات» مشروع طلاب إعدادي فنون جميلة
إيمانا منهم بأهمية الحفاظ على وطنهم من التلوث، استعان الفريق بالعديد من الخامات المستخدمة من قبل لإعادة تدويرها مجددا، بدلا من التخلص منها وفقا لـ«نسمة»: «إحنا كنا عايزين نحقق فكرة المشروع عامة اللي هي إعادة التدوير، فأغلب الخامات كانت موجودة عندنا سواء من مشاريع قبل كده أو في البيت، وسألنا صحابنا وجبناها منهم، فاستخدمنا أوراق الجرائد، الكتب والكرتون وأسلاك الشواحن، السماعات وإطار السيارات».
«برعي حوارات» هكذا اختار الفريق المكون من ياسمين محمد، يوسف محمد، يوأنا مجدي، ونور محمد، اسم المجسم، ليكون قادرا على جذب الانتباه، كما أنه يقارن الإنسان بين الماضي والحاضر، لذا جرى تغطيته بالكامل بأوراق الجرائد كدلالة علي مصدر المعلومات قديما، ورغم ذلك لم يكن مدمنًا عليها لهذا الحد وفقا لما روته «نسمة» خلال حديثها لـ«هن»: «كنا عايزين اسم يشد ويبقى كوميدي، فهو شكله واقف وماسك تليفون، وطالع من راسه أيقونات مواقع التواصل الاجتماعي، عشان نقدر نبين التطور اللي حصل مع الأثر السلبي اللي وصل ليه، رغم إن الإنترنت سهل علينا حياتنا بس فيه اللي اتأثر جدا بيه، ووصلت معاه للإدمان وهنا النعمة اتحولت لنقمة».
أهمية «إعادة التدوير» للسيدات
تحكي «نسمة» لـ«هن» أنه من خلال المشروع، أدركنا أهمية الاستفادة من المستلزمات غير المستخدمة بالمنزل، وتنصح السيدات أن لا تلقي بالعلب أو الأكياس البلاستيك والبرطمانات، إذ يمكنهن من خلال فيديوهات اليوتيوب اختراع أكثر من شيء مفيد للبيت بدلًا من تلوث البيئة بجعلها من المخلفات: «أنا وزملائي كطلبة في كلية فنية، بدأنا نهتم بإعادة التدوير، واستغلال الكتب والكرتون القديم ونجمعهم، للمشاريع المطلوبة مننا في أثناء الدراسة، خصوصا إنها بتسهل علينا حياتنا، حتي لو هنعمل ديكور أو مقلمة، وهتوفر كتير في الفلوس».