علاقات و مجتمع
قلب يرعى أسرة وطفلتين، وعقل يفكر في العلم والأبحاث التي ترتقي بها، بعدما رفضت أن تكن فقط الفتاة الجامعية التي تخرجت في كلية الصيدلة بجامعة القاهرة، وحين تزوجت كان الزوج داعمًا لها في كل خطواتها، يساعدها في أوقات الأبحاث كونه طبيبًا دارسًا للمواد العلمية، وفاهمًا لما تريد أن تصل زوجته إليه، لذلك سلكت الدكتورة شيماء حاتم طريقها نحو حلمها بكل ثقة، لتصبح عالمة مصرية في مجال التكنولوجيا الصيدلية، ثم تفرّعت إلى تكنولوجيا النانو وتخصّصت في علاج المشاكل الجلدية الشهيرة منها الكلف والصدفية، حتى حصلت على جائزة أفضل امرأة أكاديمية للعام 2023.
«الوطن» حاورت الدكتورة شيماء حاتم عبد العظيم، التي روت تفاصيل عن حياتها، ونيل جائزة أفضل امرأة أكاديمية لهذا العام، ورحلتها التي كان الداعم فيها البيت وزوجها الطبيب.
أعطنا نبذة عن مشوارك العلمي؟
إسمى شيماء حاتم عبدالعظيم، 35 عامًا، أعيش في حي المعادي بمحافظة القاهرة، تخرجت في كلية الصيدلة جامعة القاهرة عام 2010، وفي العام ذاته عُينت كأخصائي مراقبة جودة في الشركة المصرية الدولية للصناعات الدوائية «إيبيكو» حتى عام 2012.
في ذات العام الذي تركت فيه الشركة سجلت تمهيدي ماجستير بكلية الصيدلة جامعة عين شمس، والتحقت بالعمل معيدا بقسم الصيدلانيات والتكنولوجيا الصيدلية بكلية الصيدلة في جامعة المستقبل، وبدأ مشواري كشخص أكاديمي وكباحثة بالجامعة.
وفي 2018 حصلت على درجة الماجستير في العلوم الصيدلية «تخصص التكنولوجيا الصيدلية»، ونشرت 3 أبحاث في مجلات علمية مرموقة عن استخدام تكنولوجيا النانو في توصيل الدواء وعلاج الثعلبة الأندروجينية إ
كلينيكيًا.
وفي 2022 حصلت على درجة دكتوراه في الفلسفة من كلية الصيدلة جامعة عين شمس في ذات التخصص، ونشرت 3 أوراق بحثية عن استخدام تكنولوجيا النانو في علاج الكلف، والآن أعمل كمدرس بقسم الصيدلانيات والتكنولوجيا الصيدلية بكلية الصيدلة جامعة المستقبل.
ما تفاصيل حصولك على جائزة أفضل امرأة أكاديمية؟
جائزة أفضل امرأة أكاديمية رُشحت لها من قبل باحثة من الخارج، كنت ممتنة جدًا لهذا الترشيح، والهدف من الجائزة دعم المرأة فى مجالات مختلفة كالعلوم والفنون والرياضة، والهندسة، وريادة الأعمال، والتدريس، والأبحاث، ومجالات أخرى عديدة، تم التقديم لها في المجال الأكاديمي، وحصلت على جائزة أفضل امرأة أكاديمية من بين ملايين المتقدمات على مستوى العالم في 2023، من قبل منظمة Women Icon بالتعاون مع المجلة الشهيرة Times Women والمجلس العالمي للمرأة.
لماذا اخترتِ تكنولوجيا النانو في صياغة مستحضرات التجميل؟
تكنولوجيا النانو باختصار تعتمد على صياغة جسيمات صغيرة في حجم النانو محملة بالدواء المنشود للوصول إلى طبقات الجلد العميقة، التي يصعب الوصول إليها باستخدام الدواء في صورته التقليدية، وبالتالي زيادة أكثر في فاعلية الدواء وتأثيره الفارماكولوجي في علاج أمراض الجلد المختلفة.
تم تجربة هذه الجسيمات النانوية إكلينيكيًا على مرضى يعانون من الثعلبة الأندروجينية والكلف وحب الشباب، وأظهرت التجارب السريرية نتائج مذهلة، ونشرت عدة أبحاث في مجلات دولية مرموقة، والآن أعمل مع فريق بحثي على صياغة جسيمات نانوية لعلاج الصدفية وحب الشباب موضعيا.
ما تفاصيل حصولك على جائزة أكديما؟
جائزة أكديما مقدمة من الشركة العربية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية «أكديما» عن أفضل بحث في العلوم التطبيقية عن بحثي المنشور دوليا بعنوان «استخدام الجسيمات النانوية إكلينيكيًا وعلاج الثعلبة الأندرجينية» في 2018.
تقدّمت للحصول على الملكية الفكرية للمستحضرات الصيدلية النانوية التي أظهرت فاعليتها إكلينيكيًا لعلاج الكلف، وهي مستحضرات مصنوعة من مواد آمنة وقابلة للتحلل مع محسنات اختراق للجلد ليسهل دخول الدواء لطبقات الجلد العميقة محملة بدواء من مصادر طبيعية يستخدم في تبييض البشرة وإضافات وظيفية كالكولاجين وحمض الهياليورونيك لتعزيز فاعلية الدواء.
ما دور العائلة في حياتك وكيف وفقتِ بينها وبين عملك؟
الحمد لله متزوجة وزوجي طبيب في ذات المجال تقريبا، لذلك ساعدني كثيرًا، ولدي طفلتين، والتوفيق بين العمل والبيت لأني شخص منظم جدًا، والحمد لله حاصلة على كورسات لإدارة وتنظيم الوقت وتحديد الأولويات وغيرها من المهارات التنموية لشخصية وتفكير الإنسان.
هذا لا ينفي أني في أوقات كثيرة كنت لا أستطيع أن أوفق بين البيت والعمل والأبحاث، وكنت أشعر بالإحباط وفقدان الشغف، لكن بفضل الله، ثم زوجي الداعم الرئيسي لي، ثم أساتذتي اللاواتي لديهن فضل في مشواري، تحمست ليكون الجميع فخور بي: «أنا لسه في أول المشوار وقدامي كتير عشان أبقى اسم في مجالي ولسه بتعلم وهفضل أتعلم، لسه عندي أحلام وطموحات أتمنى أحققها».