علاقات و مجتمع
بين شوارع مدينة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا عام 1992، خرجت باتريشيا كوبنا تلقي مواعظ في الناس، إذ كانت حينها تعمل في معهد الفنون بنفس المدينة، ثم بعدها اختفت عن أسرتها، لكن في لقطة تشبه أفلام السينما وُجدت «كوبتا» بعد 30 عاماً وقد تخطى عمرها الثمانين تعالج في إحدى دور الرعاية بعد معاناتها من الخِرف، وكان السبب في فقدانها في أوائل تسعينات القرن الماضي هو إصابتها بمرض الفصام وأوهام العظمة لذلك كانت تلقي المواعظ في الناس ظنًا منها أنها على حق وهم أقل بكثير من مستواها، وفقاً لموقع «سكاي نيوز»
اختفاء «باتريشيا» بسبب الفصام في الشخصية
بعد اختفاء 30 عاماً تم العثور على السيدة الأمريكية باتريشيا كوبتا التي اختفت في أوائل التسعينات، وكانت العائلة والشرطة فقدوا كل أبواب الأمل في التوصل إليها، لكن تلقت عائلتها أخيرا خبرا يفيد أنها ما تزال على قيد الحياة، وتبلغ من العمر اليوم 83 عاما، وكانت آخر مرة شوهدت فيها «باتريشيا» في بيتسبرج بولاية بنسلفانيا عام 1992، حيث كانت تجوب الشوارع وتلقي مواعظ في الناس، وقبل اختفائها بفترة قصيرة كان الأطباء في أحد المؤسسات المعنية بالصحة العقلية، قد شخصوا حالتها بـ«أوهام العظمة»، والتأكيد أن لديها علامات على مرض فصام الشخصية، لكن عائلتها أخرجوها وقتها من المنشأة، واستمرت في الوعظ حتى اختفت.
قصة العثور علي «باتريشيا» وتفاصيل مرضها
كان قد عُثر على «كوبتا» بعد غياب الـ30 عاماً من اختفائها، في دار لرعاية المسنين في بورتوريكو، بعد أن تم قبولها فيها كـ«شخص محتاج» بسبب معاناتها من الخرف، وجدتها الدار بعد 7 سنوات من اختفائها، أما السبب الذي دفعها للهروب هو خوفها من أن يتم إدخالها في مستشفى للصحة العقلية، بعد التشخيص الذي تلقته أسرتها، وفقاً لنائب رئيس شرطة بلدة روس، بريان كوهلب، الذي قال إن المرأة كانت في بورتوريكو ويُعتقد أنها تجولت بانتظام في عدد من مدن الجزيرة، التي لطالما أحبتها وحرصت على زيارتها قبل زواجها، والسبب في العثور عليها أنها أدلت بمعلومات للعاملين في دار الرعاية العام الماضي، حيث قالت إنها وصلت إلى بورتوريكو على متن سفينة سياحية من أوروبا، مما دفع دار الرعاية للاتصال بالسلطات في ولاية بنسلفانيا للاستفسار عن هويتها.
أما مرض الفصام الذي عانت منه أوضحت الدكتورة صفاء محمود حمودة، أستاذ مساعد الطب النفسي بطب الأزهر لـ«هن» أن مريض الفصام أو Schizophrenia يتميز بأنه يشكوا من الهلاوس والتي تعني الاستقبال بدون وجود مثير، أو يسمع أصواتا خارجية بدون وجود مصدر للصوت، يرى أشياء ليست موجودة في الواقع ولا يراها غيره أو يشعر بأحاسيس مختلفة على جسده مثل أن يلمسه أحد غير موجود في الحقيقة وهكذا، يبدأ في استنشاق الروائح غير الموجودة مثل أن يستنشق رائحة الجنة أو الأشياء الغير موجودة: «تكون ريحة فراخ مشوية ويشمها أنها حد بيتحرق في جهنم».
أما النقطة الثانية في مرض الفصام هي نقطة الضلالات والأوهام وهي الأفكار الثابتة التي لا يمكن تغييرها بالحجة ولا بالمنطق والمريض مقتنع بها تماما مثل السيدة الأمريكية التي عانت من ضلال العظمة، وفقا للطبيبة: «الشخص بيكون مؤمن أنه حد عظيم وان الناس بتجري تتابعه وتهتم بيه وأنه حد عظيم زي ما بيطلع كل فترة حد يقول إنه المهدي المنتظر، فهي دي ضلالات العظمة»
النقطة الثالثة هناك مرضى فصام يعانون من ضلالات اضطهاديه يشعر فيها المريض أن هناك من يتربص به ليلحق به الأذى ويخلق في عقله الباطن الأوهام أن العصابات أو حتى المخابرات الأمريكية تتابعه، أو يشعر بالمؤامرة الكونية عليه، من الممكن أن تكون من ناحية الأهل أن يضعوا له ما يؤذيه في الطعام أو الشراب، أو المراقبة والناس يراقبونه أو الشعور بوجود كاميرات مراقبة في كل مكان.