03:51 م
الجمعة 21 يونيو 2024
كتب- محمود أمين :
أفادت صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية أن شركات السيارات الصينية تضغط على بكين لزيادة الرسوم الجمركية على السيارات الأوروبية المستوردة التي تعمل بالبنزين، وذلك ردًا على القيود التي فرضتها بروكسل على صادرات السيارات الكهربائية الصينية.
في اجتماع مغلق عُقد منتثف الأسبوع الماضي، حضرته أيضًا شركات سيارات أوروبية، دعت صناعة السيارات الصينية الحكومة إلى اتخاذ تدابير مضادة صارمة. واقترحت هذه الشركات النظر بإيجابية إلى زيادة الرسوم الجمركية المؤقتة على سيارات البنزين ذات المحركات الكبيرة.
كان الهدف الرئيسي للاجتماع هو الضغط على أوروبا والرد على الرسوم الجمركية التي أعلنتها بروكسل الأسبوع الماضي، وذلك بهدف حماية صناعة السيارات الأوروبية من المنافسة الصينية الشرسة. وأشارت مصادر من الصناعة إلى أن كلًا من أوروبا والصين لديهما أسباب قوية للسعي نحو التوصل إلى اتفاق في الأشهر المقبلة، بهدف تهدئة التوترات وتجنب إضافة مليارات الدولارات كتكاليف جديدة على صانعي السيارات الكهربائية الصينيين، خاصة مع مراجعة الاتحاد الأوروبي المستمرة للوضع.
من جهتها، قالت المفوضية الأوروبية يوم الأربعاء إنها تدرس الوضع “بهدف مناقشة إمكانية التوصل إلى حل مقبول من الطرفين”. تأتي هذه التحركات في ظل تحول السياسة التجارية للاتحاد الأوروبي نحو الحماية التجارية، مدفوعة بمخاوف من أن نموذج التنمية الصيني الذي يركز على الإنتاج القائم على الديون قد يؤدي إلى إغراق السوق الأوروبية بسلع رخيصة، بما في ذلك السيارات الكهربائية. تسعى الشركات الصينية لتعزيز مبيعاتها في الخارج في ظل ضعف الطلب المحلي.
وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت في 12 يونيو أنها ستفرض رسومًا لمكافحة الدعم تصل إلى 38.1% على السيارات الكهربائية الصينية المستوردة اعتبارًا من يوليو، وذلك بعد خطوة مماثلة من الولايات المتحدة في مايو بزيادة الرسوم الجمركية على السيارات الصينية. هذا الإعلان يفتح جبهة جديدة في الحرب التجارية بين الغرب وبكين، مما يزيد من تعقيد العلاقات الاقتصادية بين الطرفين.
خلفية الأزمة
بدأت التوترات التجارية بين الصين وأوروبا تتصاعد مع ازدياد المنافسة في قطاع السيارات الكهربائية. تعتمد الصين بشكل كبير على دعم الحكومة لتطوير صناعتها، مما أثار قلق الشركات الأوروبية من احتمال تدفق السيارات الصينية بأسعار منخفضة إلى السوق الأوروبية. من جهة أخرى، تحاول الشركات الصينية التوسع في الأسواق الخارجية بسبب التباطؤ الاقتصادي المحلي وتراجع الطلب الداخلي.
يُذكر أن الصين تعتمد على نموذج تنموي يعتمد على الإنتاج المكثف والديون، مما يتيح لها إنتاج سلع بأسعار تنافسية للغاية. هذا النموذج يثير مخاوف الدول الأوروبية من احتمال إغراق الأسواق بسلع رخيصة الثمن، وهو ما دفع بروكسل لاتخاذ إجراءات حمائية لحماية صناعتها المحلية.