علاقات و مجتمع
عمره 53 عاما ولديه 3 أولاد، ولم يرزقه الله البنت، ليسيطر عليه إحساس بأنه حرم من الحنان والحب في الدنيا، لكن محمود الصعيدي، ضرب مثلا في البر بالوالدين، بعدما سخر حياته لخدمة والدته ومساعدتها في مواجهة «مرضها الخبيث»، محاولا رد جميل والدته عليه، إذ ترك عمله وعاد من الخارج إلى مدينة الأقصر، وتفرغ لخدمتها.
«الصعيدي» يحمل والدته إلى المستشفى
«أول ما عرفت إن والدتي تعبت نزلت من السفر واستقريت معاها، عشان أخدمها وأرافقها في رحلة المرض»، بهذه الكلمات بدأ الرجل الخمسيني، رواية تفاصيل يومه لـ«هن»، مؤكدا أنه قرر أن يهب وقته لوالدته المريضة، ويقسم المهام مع شقيقته، حتي لا يجعل أحد آخر يخدمها، إذ يستيقط صباح كل موعد كشف لها بإحدى مستشفيات الأورام، ليحملها حتيىسيارته ويرافقها طوال اليوم، ويعود بها للمنزل بعد إجراء الفحوصات والخضوع للعلاج الدوري.
الفتيات ترافق أهاليها المرضى
لم يرزق الله محمود الصعيدي، بخلفة البنات، ووهبه 3 أولاد في مراحل عمرية مختلفة، لكنه ما يزال يشعر بأنه ينقصه شيء لعدم إنجابة فتاة، قائلًا: «لما روحت المستشفى مع والدتي لاحظت أن 90% من الناس اللي موجودة وجاية مع أهاليها المريضة هما بنات، وفعًلا في بنات بـ1000 راجل، ولما بسأل الحاج أو الحاجة حضرتك معاك ولد يقولي أه معايا 5، وواحد تاني قالي معايا 7، بس اللي جاي معاهم البنات، ولسه بستغرب أن في أهالي بتكره خلفة البنات».
ما يزال هناك بعض الأهالي، الذين يغضبون عند إنجاب فتاة، ويتمنوا إنجاب الذكور، اعتقادًا منهم أن «الولد سند»، وهناك بيوت دمرت من أجل ذلك، رغم التطور والتعليم الذي حصل عليه الجيل الحالي، لكن لم يتغير تفكيرهم في شيء، لكن هناك عديد من الفتيات اللآوتي يقومن بدور أكبر من الرجال، فهن الأحن والأكثر اهتمامًا بوالديهما عند الشدة، وعلى الرغم من أن الفتيات أصبحن يعملن في مهنة الطب والهندسة والإعلام وسفيرة ووزيرة ومناصب أخرى مرموقة، إلا أنهن يجدن الوقت لخدمة والديهن، وفقًا لحديث الصعيدي.