صحة
تشكل الرضاعة الطبيعية الركيزة الأساسية لنمو الطفل الصحي، إذ توفر العناصر الغذائية اللازمة لتطوره الجسدي والعقلي، وتعمل على تقوية جهازه المناعي ضد العدوى والأمراض المزمنة، كما أن فوائدها لا تقتصر على الرضع فقط، بل تمتد لتشمل الأمهات، إذ تساعد في استعادة وزن ما بعد الولادة، وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب وسرطانات الجهاز التناسلي، وتؤكد الدراسات الطبية أن حليب الأم يحتوي على مزيج فريد من الأجسام المضادة والإنزيمات الهاضمة التي لا يمكن تعويضها بأي بديل صناعي، ما يجعلها الخيار الأمثل لنمو صحي ومتوازن، فما أهميتها وفوائدها للأم والطفل؟
الرضاعة الطبيعية.. أهميتها وفوائدها للأم والطفل؟
يحتوي حليب الأم على جميع العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الرضيع خلال الأشهر الأولى من حياته، بما في ذلك البروتينات والدهون الصحية والفيتامينات والمعادن، ويتميّز بتركيبته المتجددة التي تتكيف مع احتياجات الطفل في مراحل نموه المختلفة، ما يجعله الغذاء الأكثر توازنا وكفاءة، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الرضاعة الطبيعية تسهم في تقليل معدلات وفيات الرضع بنسبة 45%، كما تحميهم من الأمراض المعدية مثل الإسهال والالتهابات الرئوية.
فوائد الرضاعة الطبيعية لجهاز مناعة الطفل
يحتوي حليب الأم على أجسام مضادة تعزز مناعة الطفل وتساعده على مقاومة الفيروسات والبكتيريا، وقد أشارت منظمة اليونيسف إلى أن الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية أقل عرضة للإصابة بالحساسية والربو والسكري من النوع الأول، كما تشير دراسات طبية إلى أن حليب الأم يساهم في تحسين تكوين بكتيريا الأمعاء النافعة، ما يعزز صحة الجهاز الهضمي للرضيع.
دور الرضاعة الطبيعية في تقوية الرابطة بين الأم والطفل
تساعد الرضاعة الطبيعية في تعزيز العلاقة العاطفية بين الأم وطفلها، ويحفز التلامس الجسدي إفراز هرمون الأوكسيتوسين، المعروف بهرمون الحب، ما يساهم في شعور الرضيع بالأمان والراحة النفسية، وأكدت دراسات نفسية أن الرضاعة الطبيعية تعزز الرابطة بين الأم والطفل.
الرضاعة الطبيعية وصحة الأم
لا تقتصر فوائد الرضاعة الطبيعية على الطفل فقط، بل تشمل أيضًا الأمهات، حيث تساهم في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض، كما تساعد في تنظيم هرمونات الجسم بعد الولادة، وقد أكدت دراسة نُشرت في مجلة Lancet، على أن النساء اللواتي يرضعن أطفالهن طبيعياً لفترات طويلة أقل عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
توصيات عالمية حول الرضاعة الطبيعية
أوصت منظمة الصحة العالمية بضرورة الرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الأشهر الستة الأولى، تليها الرضاعة الطبيعية مع الأطعمة التكميلية حتى عمر السنتين أو أكثر، مشيرة في تقريرها لعام 2023 إلى أن الرضاعة الطبيعية تُعدّ استراتيجية فعالة للحد من وفيات الأطفال وتحسين الصحة العامة للأمهات والأطفال على حد سواء.
ومن جانبها، أشارت منظمة اليونيسف إلى أن كل قطرة من حليب الأم تحمل فوائد غذائية ومناعية لا يمكن لأي حليب صناعي تعويضها، كما أكدت وزارة الصحة المصرية بأن تعزيز ثقافة الرضاعة الطبيعية في المجتمع يساهم في بناء أجيال أكثر صحة وقوة.