علاقات و مجتمع
لم يعد هناك فرقاً بين الليل والنهار في قطاع غزة المكلوم، وبسبب القصف المتكرر للاحتلال الإسرائيلي يودع الناس كل يوم شهيد، ترتقي روحه سواء في حضن أبيه أو أمه أو أخيه أو ابنه أو جده، وهو ما عكسته الصورة المؤثرة لأب يحتضن طفلته قبل وفاته، وآخر يودع صغيرته بعد استشهادها، وغيرها من القصص التي تنقلها عدسات المصورين كل يوم، تعكس معاناة الأهالي من فقدان أحبتهم بلا ذنب.
مشاهد الوداع الأخيرة بين الفلسطينيين وأبنائهم
الوداع الأخير في مشهد تنفطر له القلوب، وثقت عدسة المصور الفلسطيني عبد الله العطار، استشهاد الفلسطيني زياد دهليز وهو يحتضن طفلة، في بلدة خان يونس التي لم تخل هي الأخرى من دوي صافرات الإنذار وصوت القنابل والدمار،
وفي مشهد مؤثر وقف والد الطفلة نضال سيف، وعيناه تمتلئان بالدموع يحتضن طفلته التي ارتقت شهيدةً، جرّاء القصف المتواصل على شمال قطاع غزة.
استشهاد أب يحتضن طفلته
بجسد ممتلئ بالأتربة وقبضة يد قوية، احتضن أحد الآباء في قطاع غزة طفلته، ارتقى الأب شهيدًا هو وابنته، ولم تنجح محاولته عندما ضمها إليه في إنقاذها من قصف الاحتلال الإسرائيلي الذي قتل آلاف الفلسطينين منذ بداية الحرب على غزة في 7 من أكتوبر حتى الآن، ويرفض وقف إطلاق النار، وبسبب وحشية المحتل وصل القطاع لوضع كارثي من حيث نفاذ منسوب الغذاء والدواء، بحسب حديث الدكتور نبيل النجار الطبيب بوزارة الصحة الفلسطينية لـ«الوطن»، الذي تمنى أن تنقذ المساعدات الوضع هناك.
لم تكن تلك المشاهد فقط، الشاهدة على عنف العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث استهدف بيوت المدنيين العُزل، وقصف الأطفال الخُدج، فوثقت عدسات المصورين الفلسطينيين، مشهدا لأم تبحثث عن طفلتها وسط الركام، بعدما قُصف منزلها: «وين بنتي، بنتي وين يا عالم، ما لقيتها تحت الأنقاض، هاتولي بنتي».
مشهد آخر لطفل خرج ناجيا من تحت الأنقاض، بعد أكثر من 7 ساعات، حيث حمله والده صارخا: «ولدي عايش، عايش يا ناس، متصاب لكنه عايش، حمد لله على سلامته، ويا رب نجي كل أطفالنا اللي ما لهم ذنب».