علاقات و مجتمع
كان الموسيقار محمد عبد الوهاب مطرب الملوك والأمراء، وموسيقار الأجيال، إذ حظى بتأييد الجميع، وترك إرثًا كبيرًا، في فنه ومع عائلته، فعرفناه موسيقارًا ومبدعًا عشقنا فنه وألحانه العابرة للأجيال التي ما زالت حيه إلى اليوم، وكان أحد أهرامات مصر الفنية وكبار مبدعيها، ومن منطلق الحب والألحان الجميلة كانت هكذا حياته من أسرته إلى زوجاته وأولاده الخمسة، وهذا ما نلقي الضوء عليه، اليوم في ذكرى ميلاده الموافق 13 مارس.
نشأته وبيئته
«وُلد محمد عبد الوهاب يوم 13 مارس عام 1902، ونشأ في بيئة دينية، هي أسرة عبد الوهاب أبو عيسى، في حي سيدي الشعراني في القاهرة، وكان والده فلاحًا من أبو كبير في محافظة الشرقية، نزح إلى القاهرة وكان شقيقه حسن يمثل القانون، وسعد ابن شقيقه، وأمه تمثل الدفاع ومصدر الحب والحنان، وأباه يمثل الرحمة، أحب عبد الوهاب تجويد القرآن وهو في الرابعة من عمره لجمال صوت الشيخ رمضان عريف الكُتاب الذي يرتاده في مسجد الشعراني، ثم شغف بالغناء»، حسب كتاب «محمد عبد الوهاب سيرة موسيقية»، لفكتور سحاب وسليم سحاب، في الكتاب الأخير له من سلسلة كتب موسيقية بدأها الكاتب منذ حصوله على دكتوراه التاريخ.
زواج عبد الوهاب وحبه لأولاده
تزوج ثلاث مرات، الأولى في بداية مشواره الفني وتم الانفصال بعد عشر سنوات، وفي عام 1944 تزوج من زوجته الثانية السيدة إقبال، وأنجبت له خمسة أبناء هم «أحمد ومحمد وعصمت وعفت وعائشة»، واستمر زواجهما سبعة عشر عامًا حتى 1957، ثم كان زواجه الثالث والأخير من السيدة نهلة القدسي، واستمر زواجهما حتى وفاته، إذ توفي عبد الوهاب في مساء يوم 4 مايو عام 1991.
حبه للألحان حتى لحظاته الأخيرة
وبحسب السيدة «نهلة»، روت لسحاب، أنها كانت قبل وفاته، تجلس معه وفجأة انتفض، وقال لها: «خلاص أنا عايز أرتاح»، وعندما سألته ما به، قال إنه كان يبحث عن لحن، إذ كان هاجس التلحين يلاحقه في لحظاته في التجديد وعدم الركود، لأنه هو يغنِّي منذ أيام الشاعر أحمد شوقي ليحمل لقبًا يستحقّه وبالفعل عبد الوهاب له باع كبير في الألحان، حتى أنه غير شكل القصيدة في الأغنية العربية هي «يا جارة الوادي»؛ فقد بدأها بمقام وأنهاها بمقام آخر، وأكملت أنه كان يفعل كل شيء على أجمل وجه، إذ كان أيضًا أبًا حانيًا في قصة حب مع أولاده، وحاسمًا أيضًا في نفس الوقت لأبنائه الخمسة».