علاقات و مجتمع
على كرسي بسيط في ركن منزلها، تجلس في هدوء وهي تمسك في يدها عصوين معدنيتين، بمهارة شديدة تلتقط إحدى بكرات الخيط الملونة الموضوعة أمامها في عناية وتبدأ في غزل المنسوجات اليدوية المختلفة، هواية على الرغم من بساطتها، إلا أنّها كانت المتنفس لـ«هبة»، إذ حاربت بها الملل والطاقة السلبية.
تحكي هبة الله صفوت، خريجة حقوق إنجليزي والبالغة من العمر 29 عامًا، من سكان محافظة الفيوم، أنها تعلمت التريكو منذ 6 سنوات، البداية الحقيقية كانت مع خالتها، فتعلمت منها أنواع الغرز ثم بدأت في صقل مهارتها اليدوية من خلال الفيديوهات المختلفة على «يوتيوب»، لتصبح المشغولات اليدوية مصدر سعادتها وتضفي عليها طاقة إيجابية.
«التريكو بالنسبة ليا مش موهبة على أد ما هو عادة بتطلعني من المود وبتديني طاقة إيجابية، إحساس حلو جدًا، لما حتة حديدة تطلع أجمل شغل من إيديك»، المشغولات اليدوية ليست مهنة بالنسبة للفتاة العشرينية، إذ تعمل «إتش آر» صباحًا في أحد المصانع، وفي المساء تعود إلى هوايتها المفضلة، لذا لا تصنع الكثير من المنتجات: «المشغولات المصنوعة من التريكو بيكون ليها خيط وغرز معينة، وبتحتاج صبر».
تصنع «هبة» ملابس وكوفيات وكابات ومفارش سفرة، وكل قطعة لها وقت معين وفق الحجم ونوع الغرزة والخيط المُستخدم: «الحاجات المصنوعة من التريكو سواء الملابس أو الإكسسوارت بتعيش جدًا ومدة صلاحيتها كبيرة، والموضة بتاعتها مابتقدمش وألوانها مطلوبة، الهاند ميد يعتبر كنز»، بحسب حديثها لـ«الوطن».
تدعم أسرة الفتاة العشرينية، موهبتها بشكل كبير خاصة خالتها التي هي أساس حبها للتريكو، وتساعدها أيضًا في إنتاج المشغولات: «أنا نفسي الهواية تتحول لمهنة، لأن الهاند ميد قليل اللي بيقدره، وإن شاء الله، أشترك في معارض الفترة الجاية».