علاقات و مجتمع
مثال يحتذى به في الصبر والقوة، فرغم أن الدنيا أذاقتها مرارة الفقد تارة وصعوبة الحياة والظروف، لم تستسلم أو تأن، وقررت نيڤرت نبيه، البالغة من العمر 49 عاما، المقيمة في إحدى مناطق محافظة القاهرة، أن تتخذ من قيادة السيارة التي تركها لها زوجها الذي توفي بعد صراع طويل مع العديد من الأمراض، مصدر رزق تعيل به أسرتها المكلومة.
«نيڤرت» تتحدى الظروف وتعمل سائقة أجرة
تعلمت «نيفرت»، والتي تخرجت في كلية التجارة، القيادة مند 15 عاماً على سيارتها الخاصة كهواية تحبها، ثم اتخذت منها عملا تنفق منه على أفراد أسرتها المكونة من 3 أبناء منذ عام، واجهت خلاله الكثير من التحديات ونظرات الغرابة من المجتمع، وفقا لما ذكرته لـ«هن»: «بدأت اشتغل في شركات توصيل مختلفة، وكان في الأول عندي رهبة عمل زي أي حاجة جديدة وخصوصا إن التعامل مع الجمهور مش سهل، والحقيقة عانيت في الأول من القلق وعدم الثقة، لكن مع الالتزام والتعود ومعاملة العميل ليا حقيقي فوق الممتازة، وتخصصت في توصيل السيدات بس اختفى الخوف».
معاناة «نيفرت» قبل وبعد وفاة زوجها
عانت «نيفرت» قبل وفاة زوجها، الذي صارع مرض القلب المفتوح والسكري لمدة 15 عاما، وتطورت حالته الصحية قبل وفاته بعام، فقد قدمه على إثرها، فكانت له الصديقة قبل الزوجة، بل شجعها قبل رحيله عن الدنيا بالبدء في العمل بالمجال الذي تحبه، وفق حديثها: «بقالي أكتر من 15 سنة بسوق بس عادي مش شغل، وكنت بفكر قبل وفاته إني أجرب وهو كان عارف وبيشجعني».
تمكنت «نيفرت» من تحقيق الموازنة الصعبة بين عملها وبيتها، فقسمت اليوم ونظمته، ورغم سرعة انتهائه إلا أن البركة كانت تحفه من كل جانب، فاستطاعت أن تواظب على تعليم بناتها حتى تخرجن، كما أنها اختارت تلك المهنة عن غيرها، نتيجة وجود حرية في المواعيد، وحبها الكبير للمجال: «بنزل وقت ما أخلص طلبات بيتي وبناتي، أنا عندي اتنين متخرجين من آداب فرنساوي والصغيرة أولى ثانوي لغات».