علاقات و مجتمع
في السابعة صباحًا تفتتح الورشة الفنية الخاصة بالتكييفات مع زوجها، فتُعيد إحياء الأجهزة القديمة والمتهالكة تارة، وتُصلح الأخرى بمعدات ثقيلة، وتبدأ فك وتركيب الأجزاء المختلفة لصيانتها بطريقة محترفة، وعلى الرغم من أن عملها في تلك المهنة لم تمر عليه سنوات طويلة، إذ دخلت هذا المجال الشاق منذ 3 أعوام فقط، إلا أن الأسطى «أميرة» في فترة قصيرة، استطاعت أن تحتل مرتبة من التفوق الذي أبهر الجميع.
قصة كفاح الأسطى «أميرة»
أميرة كمال، الشهيرة بـ«أميرة العربي»، تبلغ من العمر 34 عامًا، قررت أن تساعد زوجها في عمله، بعدما أغلق ورشته لمدة عام بسبب اجتياح فيرس كورونا في 2020، والكثير من الفنيين يطلبون مبالغ باهظة لا يمكنه تحملها، لذا أصرت أن تشاركه في البداية إدارة أعماله، ثم راقبته عن كثب، وبعد عدة أشهر، باتت تتولى الصيانة بمفردها، وفُتح لهما باب واسع من الرزق وازدادت طلبات الزبائن.
استطاعت «أميرة» أن تؤكد معنى قوة المرأة المصرية وقدرتها على مساندة عائلتها لتوفير احتياجاتها المختلفة، فتمكنت من أن تٌثبت جدارتها كربة منزل، تمارس أعمالها من الطهي والغسل وتربية عائلة صالحة وناجحة على المستوى التعليمي والاجتماعي، ثم زوجة صامدة تساعد زوجها لزيادة دخل البيت، إذ تروي لـ«هن»: «في الأول كنت بشوف زوجي بيعمل شغل ازاي، الأول اتلسعت، بعد كدة بدأت ألحم من غير ميكون واقف معايا، ومع الوقت قدرت إني أفك جهاز بالكامل لوحدي».
الأسطى «أميرة» تكسر نمط الستات مكانهم البيت
على الرغم من أن العمل الفني مجال خاص بالرجال، إلا أن «أميرة» أنهت الشائعة التي تقول إن بعض المهن لا تناسب السيدات، وإلى جانب ذلك كانت ابنة الجيزة، أمًا لثلاثة بنات في مراحل عمرية مختلفة، وربة منزل وشيف من الدرجة الأولى، فكانت تنظم البيت وتطهي الطعام، ثم تباشر عملها مع زوجها، بحسب ما ذكرته لـ«هن»: «عندي 3 بنات، واحدة في تالتة إعدادي، وبنت صغيرة 3 سنوات، وأخرى في 5 ابتدائي، وبحاول دايمًا إن أهتم ببيتي وأساعد زوجي في نفس الوقت، وده ميأثرش على شخصيتي، وبقدر ألبس شيك لما أكون في خروجة، ولكن في مكان العمل بكون أكثر شدة في تعملاتي مع الرجالة والزباين».
«أميرة» تحقق حلم الدراسة الجامعية
حصلت الأسطى «أميرة» على دبلوم تجارة، وبعد زواجها، عادت إليها الرغبة في التعلم والحصول على الشهادة الجامعية، فدرست بكلية التجارة في الجامعة المفتوحة بعين شمس، وعلى الرغم من صعوبة الجمع بين البيت، العمل، والدراسة، إلا أنها استطاعت أن تحصل على تقديرات مرتفعة ما بين الجيد جدا والإمتياز بالفرقة الأولى والثانية: «الحمدلله زوجي كان بيساعدني وكنا بنكمل بعض في كل خطوة، وزمايلي شجعوني جدا، وكتير من الدكاترة عفتني من مصاريف الكتب والملازم، وقالولي إني نموذج للمرأة المصرية يشرف مصر في أي مكان».