علاقات و مجتمع
في الصباح ترتدي البالطو الأبيض في الصيدلية وتعمل كطبيبة تصف الدواء للمرضى، وفي المساء تغير نشاطها فتبدأ عملها كشيف محترف لصناعة مختلف أنواع الحلويات، فمنذ نعومة أظافرها وهي تجد المتعة في تعلم وصفات الطعام الجديدة، وهو ما جعلها تعشق الطهي، وبسبب ظروف مادية كانت تمر بها عائلتها لم تتمكن خلال طفولتها من شراء إحدى الكيكات من أجل الاحتفال بعيد ميلادها، لذا عندما وصلت إلى مرحلة الجامعة وتحسنت حالتها الاقتصادية، اتجهت لتعمل بجانب مجالها الدراسي في صنع قوالب الحلوى لنفسها ولأعياد الميلاد وحفلات الزفاف لتصبح الهواية مصدر رزق لها.
«هديل» شيف بدرجة دكتور
قوالب وكيكات بأشكال وألوان مميزة، تخطف الأنظار وتفتح الشهية على تناولها، إذ لم ترغب الأردنية هديل حرب، البالغة من العمر 25 عاما، والتي تخرجت في كلية الصيدلة جامعة الهاشمية، بأن تنتج أنواع من الحلوى بشكل تقليدي فأضفت على أعمالها الاحتراف والإبداع، وفق حديثها لـ«هن» عن بداية تعلمها هذا الفن: «من خلال متابعتي لفيديوهات يوتيوب، قدرت أطبخ وأعمل وصفات شهية، ووالدتي لا تجيد الطبخ، ولكن في البداية والدي علمني أساسيات بسيطة، وبعرف أعمل كل أنواع الأكل والحلوى، بس اتخصصت في الكيك، لإني اتحرمت منه طول عمري بسبب ظروف مادية، وكان بيجي عيد ميلادي وأنا اشتهي قالب كيك عليه شمعة وأطفيها زي الأطفال، ولما كبرت حبيت أعمل ده بإيدي».
كعكعة «Island Cake»
استطاعت ابنة الأردن، أن تمزج بين الفن والطعام، لتنتج لوحة فنية يشعر من يراها بالذهول، فالتفاصيل الدقيقة التي تهتم بها تضفي الجمال على الكيكيات الخاصة بها دائما، وفق لها: «الشكل ده اتعمل من خلال طبقات من كريمة الشوكولاتة بعدها بيتم نحت الطبقات على شكل صخور كأنها جبل، وبستخدم الجلاتين الملون وبلمسات نهائية بتظهر الكيكة بأجمل شكل، وبحاول أطور من نفسي من خلال مشاهدة تريندات تيك توك واستوحي أفكار منها».
«هديل» تنشأ مصنعها الخاص
خلال سنوات الدراسة عملت «هديل» جاهدة على إنشاء مصنعها الخاص بالحلويات، فمنذ 3 سنوات أتقنت الصناعة وبدأت بإعطاء كورسات عبر الإنترنت تساعد الفتيات على إتقان عمل الحلوى وتزيينها، رغم التحديات المتعددة التي واجهتها: «محدش كان متخيل إني كبنت صغيرة أقدر ابدأ مشروع خاص بيا، وأشغل معايا موظفات، بالإضافة إني بشتغل في الصيدلية لمدة 8 ساعات، وبالتالي بكون تعبت، ولكن مازلت أسعى لتحقيق أحلامي».