ماما
حالة من الصدمة والغضب تسيطر على الآباء، عندما يتفاجأون بأحد أبنائهم يقوم بالسرقة أو الكذب، تعقبها حالة من القلق الشديد حول ما إذا كان هذا السلوك سيلازم الطفل طوال حياته، وما إذا كانت مرحلة في حياتهم أو سيتحولون إلى مجرمين، وتنتابهم حيرة وشك حول مدى نجاحهم في تربية أبنائهم، وما بين هذه لمشاعر المختلطة يتسائل الأهل عن سبب لجوء أبنائهم للسرقة والكذب رغم عدم حاجتهم لذلك، وما يجب فعله حيال هذا الأمر؟.
وللإجابة عن الأسئلة السابقة وقبل أن يشعر الآباء بالذعر، عليهم أن يفكروا في السبب الذي قد يجعل أطفالهم يأخذون شيئا لا يخصهم، مع مراعاة عمر الطفل، حيث إن الأطفال الصغار ليس لديهم مفهوم الملكية، فإذا رأوا شيئا يثير اهتمامهم، فمن المرجح أن يحصلوا عليه ويقبلونه، وفقا لما ذكرته الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين.
متى يتعلم الأطفال أن السرقة خطأ؟
وتنصح الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي الآباء، بضرورة الوعي بأن سن الطفل من الثالثة إلى الخامسة هو وقت مهم بشكل خاص لتعليم الأطفال بنشاط حول الملكية والصدق، مع ضرورة أن يقدم الآباء نموذجا للسلوك الجيد فيما يتعلق باحترام الملكية، وهو ما يعني عدم إحضار أدوات مكتبية إضافية من العمل إلى المنزل، أو التفاخر بالحصول على شئ تم الإفلات من عدم دفع ثمنه.
ضرورة البحث عن دوافع سلوك السرقة
ومن جهة أخرى، يجب على الآباء البحث عن دوافع السرقة عند أطفالهم، ومحاولة النظر لها بتفهم، وأنها ليست بالضرورة مؤشرا على الفشل الأخلاقي، بحسب ما ذكر موقع theconversation الاسترالي، فبعض الأطفال صغار السن يعانون من عدم قدرتهم على التحكم في أنفسهم والتوقف عن السرقة، كونها تمدهم بالإشباع الفوري الذي يعوضهم عن صورتهم الذهنية المنخفضة عن أنفسهم، لذا يعتقدون أن قليلا من المصاصات أو قطعة بسكويت أو اثنين لن يلحظها أحد، فهم يشعرون بصعوبة في تخيل أن هذا الأمر يمكن أن يشعر صاحب الأشياء التي تمت سرقتها بالغضب أو خيبة الأمل لسرقة متعلقاته.
الشعور بعدم الأمان أبرز أسباب السرقة عند الأطفال
شعور الطفل بعدم الأمان هو السبب الرئيسي لإقدامه على السرقة أو الكذب، بحسب ما أكدت الدكتورة بسمة سليم أخصائية علم النفس وتعديل السلوك، لافتة إلى أن لجوء الأطفال لهذه السلوكيات يكون غالبا نوع من رد الفعل، فقد يسرق الطفل أشياء ليس في حاجة إليها أو أشياء عديمة القيمة، خاصة أن الطفل في المراحل المبكرة مثل الحضانة لا يعتبر أن حصوله على أشياء ليست ملكه هي نوع من السرقة.
دور الآباء في تعديل سلوك الأطفال
على الآباء أن يقوموا بتوجيه أطفالهم، بأن لكل شخص ملكيته الخاصة التي يحبها ويحزن لفقدها، وفي حال وجود رغبة في استخدام أشياء تخص شخصا آخر لا بد من الاستئذان أولا، لأن الطفل في المراحل المبكرة لا يكون عنده الوعي الكافي بأن الحصول على أشياء خاصة بالآخرين تسمى سرقة وفقا لحديث «سليم» لـ «الوطن».
احذري من ظهور هذه السلوكيات على أطفالك
أما الأطفال الكبار الذين يعلمون مفهوم السرقة، فيجب توخي الحذر عند ظهور هذه السلوكيات لديهم ومراجعة الآباء لأنفسهم وللبيئة المحيطة بهم، إذ إن انعدام الشعور بالأمان السبب الرئيسي لإقبال الأطفال الكبار على السرقة رغم عدم الحاجة، كما يلجأ لها بعض المراهقين كوسيلة لعقاب الوالدين بصورة غير مباشرة، وبعدم وعي منهم على سلوكيات يرفضونها، كعدم توفير الآباء للاهتمام المطلوب، أو رفضهم لأسلوب العنف والشجار الذي يتعامل به الآباء مع بعضهم البعض أمامهم، وفقا لما أكدته إخصائية علم النفس وتعديل السلوك.
3 حلول ذهبية لعلاج الكذب والسرقة عند الأطفال
عدم الرضا والقناعة لدى أحد الآباء يمكن أن يورث للأبناء، ويجعلهم يتطلعون لما بأيد غيرهم، كما أن بعض الأطفال يلجئون للسرقة لمضايقة أشخاص يتنمرون عليهم ولا يتمكنون من مواجهتهم، وفقا لـ «سليم»، مشيرة إلى أن الوقاية خير من العلاج، ولابد من تعزيز شعور الأمان لدى الطفل، وتغذية مفهوم الأمانة من خلال الرسم والقصص، مثل قصص الأنبياء وغيرها، فالصدق والأمانة صفة مشتركة بين الأديان السماوية، وتلافي الآباء للسلوكيات التي تغضب أبنائهم حتى لا يلجأوا إلى السرقة كوسيلة لعقابهم.