علاقات و مجتمع
«عائشة أبو الفضل جاد الله»، هكذا عُرفت الفنانة سوسن ربيع، التي جسدت ابنة الفنان فؤاد المهندس، في المسرحية الأشهر «إنها حقا عائلة محترمة»، التي بدأت مشوارها الفني من «فوازير المناسبات وعمو فؤاد»، شاركت كبار الفنانين من بينهم الفنان عادل إمام وشويكار وتوفيق الدقن ومحمود المليجي وزهرة العلا وسوسن بدر، كانت لها طبيعة خاصة على خشبة المسرح تخطف الأنظار منذ الوهلة الأولى، بصوتها الهادئ الرقيق، وأفنت حياتها في خدمة الفن.
الفنانة سوسن ربيع، اشتركت في فرقة لتنمية مواهبها وتعلم الفنون الشعبية والغناء والتمثيل، كما عملت بمسرح الشباب ومسرح البالون، وعُينت بمسرح «الطليعة» بشهادة الثانوية العامة، ورحلت عن عالمنا قبل عامين في 6 مارس، متأثرة بفيروس كورونا المستجد، داخل أحد المستشفيات في منطقة الهرم.
«الوطن» فتحت أسرار وقصص في حياة الفنانة سوسن ربيع، عن حياتها كأم وزوجة بعيدا عن الوسط الفني والأضواء وعدسات الكاميرات، من خلال ابنها المخرج محمد رفاعي، ومدير استوديو كلية الإعلام وفنون الاتصال، بجامعة 6 أكتوبر، وعضو نقابة المهن السينمائية، ومحاضر في عدة أكاديميات الخاصة بفنون المونتاج والإخراج، وإلى نص الحوار:
*سوسن ربيع عرفها الجمهور من خلال المسرح والسينما والتلفزيون.. ماذا عن حياتها كأم وزوجة؟
والدتي كانت عاشقة للفن لدرجة كبيرة جدا، فهي كانت لا تتطلع لقيمة الأجر الذي تتقاضاه، فقط تعمل من أجل الفن، كانت مخلصة لعملها، فكانت فنانة بدرجة أم وزوجة، توفق بين عملها وبيتها، كانت تتميز بلين القلب والحنية المفرطة، ماهرة في أعمال المنزل والطبخ وأستاذة من الدرجة الأولى، كانت تهتم بأمورنا الدراسية أيام المدرسة وتخصص أغلب وقتها لنا، وبارعة في توصيل المعلومات، ابتعدت فترة عن الفن وفضلت السفر رفقة والدي إلى المملكة العربية السعودية لطبيعة عمله هناك، ثم عادت من جديد ونحن على مشارف دخول الجامعة.
* كيف التقت بوالدك الصحفي رفاعي شوقي؟
نشأت قصة حب كبيرة بين والدي، فكان اللقاء الأول لهما في قطر، حينما كانت تقوم بتصوير أحد الأعمال التلفزيونية، وهناك كان يعمل والدي كصحفي، وكان على صلة بشقيق والدي، وأعجب بها من النظرة الأولى، وبعد عودتهما إلى مصر تمت الخطبة والزواج.
* هل كانت تصطحبك أنت وشقيقتك إلى البروفات والتصوير؟
كنت دائم التردد على البروفات سواء داخل المسرح أو البلاتوهات، كنا نتشارك جميع التفاصيل الخاصة بنا، كانت تتصل بنا حتى في أوقات التصوير كل ساعتين للاطمئنان على حالنا، كما كانت تحرص على حضور المناسبات الخاصة بنا سواء داخل المدرسة أو الجامعة.
* ما روتين سوسن ربيع خلال شهر رمضان الكريم؟
والدتي كانت حريصة على التقرب إلى الله طوال الوقت، وكان شهر رمضان من أحب الشهور لقلبها، كانت تكثر من الدعاء والصلاة به، وتقوم بإعداد أشهى الأصناف والأكلات، فكانت تفضل أكلة مغربية وهي الكسكسي، والمكرونة البشاميل والأستيك، وكنا بنعمل جدول لمسلسلات رمضان اللي هنتابعها.
حلق ذهب هدية ومساعدة في المذاكرة
* شاركت في العديد من الأعمال مع شويكار وفؤاد المهندس.. كيف كانت طبيعة علاقتها بهم بعيدا عن الفن؟
كانت والدتي تعتبر الفنان الراحل فؤاد المهندس، والفنانة شويكار والديها، تكن لهما الاحترام، وعلى ارتباط وثيق بهم تستشيرهم في شتى أمور حياتها، وشاركت معهم في أعمال مسرحية مثل «إنها حقا عائلة محترمة»، وفوازير عمو فؤاد.
كانت أهدتها شويكار حلق من الذهب، وهي صغيرة في الثانوية العامة كانت بتساعدها في المذاكرة خاصة في مادة الفرنساوي، كانت والدتي حريصة على زيارتهم والاتصال الدائم بهم حتى اللحظات الأخيرة لهم على قيد الحياة، ودخلت في نوبة كبيرة من الحزن بعد رحيلهم.
* ما هي الأعمال المحببة لها وما هم المطربين والفنانين المفضلين لها؟
كانت تحب الأعمال الهادفة، وممثلها المفضل الفنان حسين صدقي، كونه كان يقدم أعمال فيها عبرة وقيم، وكان العندليب عبدالحليم حافظ، وأم كلثوم من أشهر المطربين المفضلين لها، وعلى رأسهم فريد الأطرش الذي كان له مكانة خاصة عندها.
كورونا أنهت حياتها ووصية خاصة للابن
* ماذا عن اللحظات الأخيرة لها وفترة مرضها؟
كان آخر عمل بها هي مسرحية «المتفائل»، مع الفنان سامح حسين وسهر الصايغ، وأصيبت بكورونا أثناء سفرها للعمل خارج البلاد، وحينما عادت كانت لا تستطع التنفس ونُقلت إلى مستشفى الهرم، أثناء عرض المسرحية.
* ما الوصية التي أوصتك بها الفنانة سوسن ربيع وكيف استقبلت خبر الوفاة؟
وصتني أخد بالي من نفسي ومن شقيقتي منة الله، يوم وفاتها كان صعب عليا جدا كنت معاها في المستشفى بالليل، كان قلبي حاسس وكانت لحظة انهيار ليا لما عرفت الخبر تاني يوم الصبح، ماما كانت مثال للمرأة التي تحب عملها وأسرتها، فخور كوني ابنها.