علاقات و مجتمع
يوم استثنائي للاحتفاء بالأبطال، الذين دافعوا عن تراب الوطن، وعن كل شبر فيه، وضحوا بأرواحهم باستمانة في سبيل الدفاع عن مصر ضد العدو، هو «يوم الشهيد» الذي أعلنته مصر في 9 مارس، وتحتفل به منذ عام 1969، تخليدًا لذكرى استشهاد رئيس أركان حرب الجيش المصري، الفريق أول عبد المنعم رياض، البطل الذي استشهد على الجبهة أثناء حرب الاستنزاف ضد الاحتلال الإسرائيلي في سيناء.
54 عاما، مرت على رحيل الجنرال الذهبي عبد المنعم رياض، أحد أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن 20، والذي نعاه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ومنحه رتبة فريق أول ونجمة الشرف العسكرية، أكبر وسام عسكري في مصر.
ابنة شقيقة الشهيد عبد المنعم رياض
تحدثت الدكتورة عزة الخولي، ابنة شقيقة الفريق أول عبد المنعم رياض، لـ«الوطن»، عن جوانب أسرية في حياة خالها البطل، الذي استشهد في حرب الاستنزاف، وأحد أبرز أبناء مصر الشرفاء والنبلاء، والهوايات والمطربين المفضلين له، بعيدًا عن حياته العسكرية، قائلةً: «كان قمة في الالتزام والشجاعة، هدفه الأكبر قضايا وطنه، كان محبًا لشتى الفنون، ويتحدث كثير من اللغات بطلاقة ومهارة شديدة، من بينها الروسية والإنجليزية والفرنسية».
تخرج الفريق أول عبد المنعم رياض، في كلية التجارة جامعة عين شمس، وكان مهتمًا بدراسة الاقتصاد، ما أعطاه الخبرة في شتى الأمور والنواحي الحياتية، بحسب «عزة»، مضيفةً: «كان مهتمًا بالتعليم واللغات والفن والرياضة، وحريص على الالتزام بالمواعيد».
هوايات الجنرال الذهبي
عن أهم الهوايات المفضلة للشهيد عبدالمنعم رياض، قالت ابنة شقيقته: «كان يحب الموسيقى الكلاسيكية الغربية، ومن أهم المطربين المفضلين له السيدة أم كلثوم، كان يحب صوتها وأدائها في الأغاني والقصائد الوطنية».
«هدايا واختلاس وقت لزيارة شقيقته»، كان الجنرال الذهبي، يعطي أولوية شديدة لأسرته وصلة الرحم، يفضل قضاء أوقاته مع شقيقته، ويتردد عليها حيث تقطن في محافظة الإسكندرية، إذ تقول «عزة»: «كان بيدلعنا، ودائمًا بيدخل علينا بهدايا مختلفة».
يوم استشهاد البطل عبد المنعم رياض
صغر سن «عزة» الذي لم يكن يتجاوز 9 أعوام، ربما لم يجعلها تعي الموقف الصعب الذي كانت تعيشه مصر بأكملها، حينما استشهد الفريق أول عبد المنعم رياض، الذي بكت عليه القلوب وسالت دموعهم دون استئذان، التي تحدثت عن كواليس ذلك اليوم: «والدي كان خارج البلاد، وتلقينا اتصال هاتفي باستشهاد خالي على الجبهة».
تواصل: «والدتي صممت السفر للقاهرة في الحال، وهناك وجدنا ازدحام شديد داخل المستشفى، وبكاء شديد من طاقم الحراسة الخاص به، أنا فخورة بكوني أنتمي للقائد العظيم عبد المنعم رياض، فهو بطل شجاع، وتخصيص يوم الشهيد احتفاءً بذكراه يدعو للفخر، فهو عشق تراب أرضه».