علاقات و مجتمع
كانت أول سيدة تلتحق في كلية الطب، وأول طبيبة يسمح بتعيينها في هيئة التدريس بالجامعات المصرية، كما كانت أول عربية تحصل على الزمالة بالجمعية الطبية بإنجلترا، ودرجة كلية الأطباء الملكية بلندن، وهبت حياتها وعلمها لمساعدة الأطفال والفتيات، حتى لُقبت بأم الأطباء، هي الدكتورة زهيرة عابدين، الطبيبة المصرية، مؤسسة جمعية أصدقاء مرضى روماتيزم القلب للأطفال عام 1957، كما استطاعت من خلاله التركيز الشديد على مكافحة مرض روماتيزم القلب بين الأطفال، كما أسست دارًا للفتيات المغتربات الجامعيات عام 1962م ومازال قائماً.
وتزامنا مع حلول ذكرى وفاة الدكتورة زهيرة عابدين، الملقبة بأم الأطباء، ويُقدم «هُن» ملامح ولقطات من حياتها على لسان ابنتها، عزة أبو الفضل، ابنة الدكتورة زهيرة عابدين، أم الأطباء، التي تحدثت خلال مداخلة هاتفية في أحد البرامج التلفزيونية عن والدتها والأعمال الخيرية التي كانت تقوم بها، قائلة: «ماما كانت في منتهى الإخلاص والعطاء داخل المنزل، كانت بتوضبه بنفسها وكل واحد ييجي يلاقي أكله وحاجته نظيفة، ولو في عزومة كانت تعملها بنفسها والبيت مفتوح كل أسبوع، لم تقصر أبدا وكانت لها الأولوية، وكانت بتشاركنا معها في أعمال الخير اللي بتعملها».
الأعمال الخيرية للدكتورة زهيرة عابدين.. ترويها الابنة
وتحدثت الابنة عن كواليس روتين والدتها اليومي، قائلة: «آخر 10 أعوام من عمرها كانت تمشي على عكازين، كان يومها يبدأ من قبل الفجر، بتقوم تتهجد وتقرأ القرآن وتصلي الفجر وتقرأ وردها اليومي، ثم تجلس وتشوف نظامها وعملها وتفطر وبعد العشاء تفتكر إنها مكالتش طول اليوم وتقول ياريتني كنت صومته، كانت متدينة جدا هي سيدة مؤمنة وملتزمة وممارسة لكل جوانب تدينها واللي ظهر في علمها، في العلم والعمل المجتمعي».
«كانت بتقوم تتهجد وتقرا القرآن من وهي 5 سنين، من أسرة عريقة وأرستقراطية، كانت تتمتع بالبساطة والتواضع»، هكذا وصفت الابنة والدتها، مضيفة: «الذكرى الحلوة اللي سابتها لمصر كلها وللعالم هي بذرة الخير ووصاياها للأيتام والمحتاجين، كان والدها عضواً في مجلس الشيوخ أيام العهد الملكي، وغرس فيها منذ نعومة أظافرها حب الإسلام والتدين، كانت أول خريجة من الطب هي وشقيقتها فاطمة، وبعد تخرجها سافرت إلى بريطانيا للدراسة، وكانت أول طبيبة يسمح بتعيينها في هيئة التدريس بالجامعات المصرية عقب عودتها من إنجلترا سنة 1949، بعد نجاحها في اجتياز امتحان الزمالة بالجمعية الطبية بإنجلترا، وهي أول طبيبة عربية تحصل على هذه الشهادة».
أسست جمعية لرعاية الأطفال وبيت للمغتربات
الأعمال الخيرية والإنسانية التي قامت بتطويع حياتها للأطفال وأعمال الخير، من خلال تأسيس جمعية أصدقاء مرضى روماتيزم القلب للأطفال، إذ أضافت ابنتها: «أسستها عام 1957، بالجهود الذاتية، أنشأت عدة مشروعات منها معهد صحة الطفل ومركز القلب والروماتيزم، كما أنشأت منذ عام 1962 دوراً للطلبة الجامعيين المعوزين والمغتربين وأخرى للطالبات الجامعيات المغتربات من خارج القاهرة».